تاريخ الحركة الوطنية الديمقراطية في اليمن

من تاريخ الحركة الوطنيه الديمقراطيه في اليمن. -------------- *الوقفة النقديه امام تجربة الحزب الديمقراطي الثوري اليمني.* المقره في مؤتمره الاخيرفي أواخر78م -------------؛؛ عرض/عبدالجليل عثمان الاكحلي. -------------- 7-6 *أزمة القيادة* ------------ تحتل الازمة القيادية في الحزب موقعا مهما من أزمة الحزب،ويتولد عنها العديد من مظاهرتلك الازمة. لقد اصبحت شائعة *تلك المقولة اللينينية القائله (أن الحزب الثوري يعد ليس ذلك الفصيل المتقدم من الطبقة العامله وجماهير الكادحين فحسب، بل ويمثل أيضا الفصيل الواعي والمنظم لها في أقصى درجة من التنظيم.)* ومن أجل أن يكون الحزب كذلك، لابد أن *يبني نفسه من أعلى الى أسفل، أى أن العناصر الاكثر وعيا وتجربة وممارسة، هي التي تبادر-في خلق الحزب، وهي التي تقودة وتوجهه بثقة عالية وبعزيمة لاتلين.* وتستحوذ هذه المقوله على عقول جميع كوادر الحزب تقريبا وهم يحاولون الاهتداء بها في فهم أزمة الحزب بشكل عام، وأزمته القيادية بشكل خاص.ومن هذا المنطلق فأنه لجدير بالاهتمام أن نبحث أوضاع قيادة الحزب. *ففي المؤتمر التأسيي في عام 1968م كانت طليعة النقلة الى الحزب الديمقراطي الثوري اليمني هي تلك العناصر التي قادت فرع حركة القومين العرب في شمال الوطن.* وهنا يجب تسجيل ملاحظتين: *الاولى-أن قيادة الحزب عند تأسيسه أنحصرت تقريبا في تلك العناصر التي قادت النقلة والتي لم تتخلص بشكل نهائي من أثار وأفكار ونمط عمل فرع الحركه، لذلك لم تمثل النقلة انعطافا نوعياحاسما نحو حزب اشتراكي علمي.* *الثانيه-أنه حتى التأسيس قل أكتشاف عناصر كفؤة جديدة قادرة على أن تساهم في العمل القيادي للحزب الوليد.وفي ظل هذه الظروف كان طبيعيا أن تتبوأ تلك القيادة مسئولية توجيه الحزب نحو الاستيعاب السريع والعميق لايديولوجية الاشتراكية العلمية، والسير بشكل حثيث ودؤوب نحو تربية كوادر الحزب من خلال أعادة بناء الحزب، ومن خلال أعادة بناء الحزب، كل الحزب، ايديولوجيا وتنظيما وسياسيا ونضاليا.* وبالرغم من الجهود التي بذلت بعدمرحلة التأسيس، لم تعطى تلك الجهود ثمارها المطلوبة.فقد تفجرت أحداث 23، 24 أغسطس1968م ووقفت القيادة أمام تلك الاحداث مترددة حينا ومنقسمة أومتهورة أحيانا أخرى.ولم *تستطع أن تقود الحزب في تلك الفترة العصيبة والحرجة من تاريخ شعبنا.وهنا تبرز أولى مظاهر أزمة القيادة في الحزب، الذي أثبتت الحياة أن قيادته تلك لم تكن في مستوى أستخدام المنهج العلمي في تحليل الواقع الطبقي وموازين قوى الصراع، وتحديد مهام الحزب في تلك الفترة.* *وبعد تلك الاحداث أتجهت جهود القيادات نحو العمل الحرفي، في مجال التنظيم.ومع اشتداد الازمة وبروز الضرورة لعقد مؤتمر حزبي لمعالجة مشاكل الحزب، انعقد المؤتمر الاستثنائي الاول الذى لم يعد له، واقتصر على عدد محدود من المندوبين. وقد دفعت القيادة باتخاذ القرار الخاطئ بالاعداد لحرب التحرير الشعبية والذى اثبتت الحياة عدم صحته.* *وقد عكس هذا القرار نفسه على نشاطات الحزب، بحيث تحول الى ذيل لعفوية الجماهير في ضل غياب الحضور القيادي القادر على ممارسة مهماتها وقيادة الحزب والجماهير نحو ممارسة أشكال النضال المختلفة* *كما أستدعت الضرورة عقد مؤتمر للحزب هو المؤتمر الاستثنائي الثاني.وكان أهم قرار قدمته قيادة الحزب في ذلك المؤتمر هو التأكيد من جديد على خوض حرب التحرير الشعبية دون توفر شروطها الموضوعية والذاتية، ودون أن تستطيع القيادة التي دفعت في هذا الاتجاة الوفاء بالتزاماتها المناطة بها من المؤتمر الذى انتخبها.* *وفي مرحلة التراجع عن الكفاح المسلح تميز عمل قيادة الحزب بخطين متناقضين:* *خط أيجابي تمثل في نمو وعي العديد من العناصر القيادية وأغتناء تجاربهم وخبراتهم مماقادهم الي دحض أخطاء الماضي الفكرية والتنظيمية والسياسية وساعدهم على أن يلعبوا دورا أيجابيا ملموسا في نشاط الحزب.* *وخط سلبي تمثل بأهمال القيادة لقضايا الحزب المختلفة، وانكبابها على النشاطات الجزئية، وانصرافها عن القضايا ذات الطابع التخطيطي الشامل.* ولقد خرج المؤتمر الاستثنائي الثاني بمجموعة من القرارات والتوصيات التي أتسمت بالخلط بين الاستراتيجية والتكتيك والانغماس في معالجة القضايا التفصيلية. لكن اللجنة المركزية المنتخبة لم تنفذ معظمها ووجدت نفسها تقدم على ممارسات أخرى في مجرى عملها فساهمت بذلك في زيادة حدة أزمة الحزب وأبقائها دون حلول. *فقدربط المؤتمرون موافقتهم على انعقادالمؤتمر الاستثنائي الثاني بشرط عقد مؤتمر عام خلال ستة أشهر وقد أقر ذلك على نتائج المؤتمر بحيث أرتبط العديد من قراراته بأنعقاد المؤتمر العام الموعود.فأليه أحيل اقرار الوثيقتين الاساسيتين للحزب:البرنامج السياسي والنظام الداخلي، وكذلك التقرير العام والتقرير المالي، ولكن اللجنه المركزيه لم تحضر للمؤتمر العام ولم تدعى لانعقادة تنفيذا لذلك القرار الهام* *مماجعل الحزب يعيش دون أقرار برنامج سياسي ونظام داخلي لسنوات طويلة، وأضعف هيبة القيادة المركزية، واتاح المجال لبروز العديدمن الظواهر السلبية في حياة الحزب الداخلية وفي ممارساته السياسية الكفاحية.وكلف المؤتمر اللجنة المركزية بالعديد من الاعمال التي لم تستطع انجازها ومنها انزال تقرير شامل يتناول تجربة الحزب وازمته واعدادكراس يتناول تجربة الحزب، وانزال دراسات تفسر بنود النظام الداخلي، ودراسة اوضاع فروع الحزب في الخارج والعمل على حل مشاكلها بواسطة مكتب العلاقات الخارجية، والعمل على ايجاد متفرغين حزبين في الخارج للعمل في صفوف المهاجرين اليمنين، والعناية الكاملة بالناحية الادبية والتاريخية لحياة المجتمع اليمني، وانزال دراسة شاملة عن التجربة في الشطر الجنوبي من الوطن* *.وتبنى المؤتمر خوض الكفاح المسلح وكلف اللجنه المركزية بوضع كافة الخطط العسكرية والسياسية والاعلامية وتجنيد كافة طاقات الحزب وامكانياته من اجل ذلك.* *كما قرر تصعيد الكفاح المسلح وتوسيع رقعته بحيث يشمل كافة المحافظات في الشطر الشمالي من الوطن.لكن اللجنه المركزية لم تقف أمام الوضع السياسي وما استجد فيه من تطورات، وعندما اتضح بالملموس أن الكفاح المسلح لتحقيق هدف المرحلة كاملا غير ممكن وان تصعيد الكفاح المسلح خارج اطار المناطق التي وجد فيها فعلا غير ممكن، اضطر المكتب السياسي الى نقض قرار المؤتمر والتراجع عنه.* *واتخذ المؤتمر قرارا بتشكيل جبهة وطنية ديمقراطية لعموم الساحة اليمنية تدخل فيها جميع الفصائل الوطنية والديمقراطية في الشمال والجنوب، متجاهلا الظروف والمهام الثورية المختلفة في الشطرين.* وبالرغم من المحاولات والجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة المركزية لتحقيق ذلك القرار، فأنها قد اخفقت، لكن تراجعها عن ذلك القرار لم يجسد فهما صحيحا للمسألة، وأنما ظل يشكل اصرارا خاطئا على تجاوز الواقع الملموس ومايمكن تحقيقه على ضؤ فهمه، نحو الهدف الاستراتيجي لمرحلة لاحقة، كماهو واضح في تعميم (حول الجبهة الوطنية الموحدة) الصادر عن المكتب السياسي. *ولم تستطيع اللجنة المركزية أن تنفذ قرار المؤتمر الخاطئ بتعديل البرنامج السياسي للحزب بحيث يصبح برنامجا لعموم الساحة اليمنية.ذلك أن الجبهة القومية انذاك قد طرحت برنامجها الخاص للتعامل مع الواقع الملموس في الشطر الجنوبي من الوطن والذي كان منسجما مع تصورات الحزب الديمقراطي الثوري اليمني في تلك الفترة.* ولم يكن بمقدور الحزب التقدم بصيغة برنامجية مغايرة في أطار برنامج سياسي لعموم الساحة اليمنية كما جاء في قرار المؤتمر. *ولقد كان أهمال اللجنة المركزية لهذا القرار تجسيدا واضحا لتناقض الاطروحات النظرية الخاطئه التي خرج بهاالمؤتمر الاستثنائي الثاني مع الواقع الملموس* *وأنتخب المؤتمر لجنة للتفتيش المالي المركزي وحدد مهامها بالتفتيش والمحاسبة على مالية الحزب وممتلكاتة، على ان تقدم تقريرا شاملا حول ذلك للمؤتمر العام القادم، لكن بعض أعضاء المكتب السياسي لم يمكنوا تلك اللجنة من ممارسة مهامها الموكلة اليها من المؤتمر (أعلى سلطة في الحزب)، كماتدلل على ذلك محاضر جلسات الدورة الثانية للجنة المركزية.* فقد أوضحت تلك المحاضر أن بعض أعضاء المكتب السياسي رأوا أن المؤتمر قد أخطاء في أختيار أعضاء اللجنة، بينما ألح بعضهم على ضرورة مزاولة اللجنة لاعمالها تتفيذا لقرار المؤتمر رغم ملاحظاهم على بعض عناصرها. *وفي أحد القرارات أناط المؤتمر بلجنة التفتيش المركزية التفتيش على مالية وممتلكات المنظمات الجماهيرية، وهو من المظاهر التنظيمية البارزة في ممارسات الاتجاه اليساري المغامر قبل المؤتمر الاستثنائي الثاني وبعده.* *ونفذت اللجنة المركزية بعض قرارات وتوصيات هذا المؤتمر والخاصة بوضع برنامج فكري وأخر تنظيمي وثالث مالي.فلقد أقرت تلك البرامج في دورتها الثانية في ابريل74م أي بعد سنة ونصف من انتخابها.وشكلت تلك البرامج التفصيلية عاملا ايجابيا في تماسك الحزب وتطوره وخصوصا في توسيع الاتجاه الاشتراكي العلمي فيه.لكن بقاء الازمة العامة في الحزب ومن ضمنها ازمة القيادة قد أعاق الاستفادة من تلك البرامج استفادة كاملة.* *وكان من ابرز مظاهر ازمة القيادة الموقف السلبي للجنة المركزية التي اهملت العمل بأحكام النظام الداخلي للحزب في الحرص على تنفيذه كونها القيادة للحزب بين المؤتمرات، حيث لم تعقد سوى دورتين خلال ست سنوات بعد دورتها الاخيره في 1974/4/30م مع ملاحظة ان هذه الدورة كانت حجز الزاوية في انتصار الاتجاه الفكري للحزب، وأنها وقفت أمام عدد من القضايا الهامة للحزب والتطورات السياسية في البلاد التي حدثت ومنعطفات خطيرة مرت بالحزب، كانت تقتضي أن تقف اللجنة المركزية امامها.* *لقد اعتمدعمل الحزب على مبادرات لجان المحافظات تحت توجيه بعض أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية الذين تحملوا مسؤولياتهم القيادية داخل الشطر الشمالي من الوطن.* *وقدبذلت اللجنة المركزية ومكتبها السياسي جهودا ملموسة لتوزيع بعض الكوادر على منظمات الحزب لكن عدد كبير من الكوادر بقى في عدن بسبب انتهاج أسلوب الكفاح المسلح في ظروف غير ملائمة خلال عام 1973م، وبذلت اللجنة المركزية جهودا كبيرا في العلاقات الخارجية مع الاحزاب، كما انزلت بعض التعاميم السياسية المتفرقة للاحداث وقد اتسم بعضها بعدم الدقة والوضوح.ومرت بعض الاحداث دون ان تصدر اللجنة المركزية ومكتبها السياسي أي موقف منها مثل الانتخابات التعاونية ومؤتمر التصحيح واحداث 27ابريل1975م ومؤتمر الروضة في مايو من نفس العام،وكذلك مناسبات أول مايو، واعياد سبتمبر واكتوبر والعديد من المناسبات والاحداث العربية والعالمية ولم تبذل ل.م جهودا ملموسة من اجل ايقاف حملات القمع والارهاب والافراج عن المعتقلين السياسين سوى الالتماس من الحكام أحيانا أثناء الاتصالات الخاصة بهم، والمساهمة بتشكيل لجنة للدفاع عن الحريات وقد توقفت عن العمل بعد تكوينها، وقد احتوت ل.م.علي عناصر لم تتحمل أي مسؤوليات تذكر منذ انتخابها، كما ان بعض اعضاء ل.م قد قضوا نحبهم او استشهدوا وتخلى البعض عن العمل الحزبي دون أن تقوم ل.م بالتشاور مع لجان المحافظات لاختيار من يحل محلهم كما ينص النظام الداخلي.* يتبع7

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفقيد المناضل / فهد عبدالعزيز احمد السماوي

الحزب الاشتراكي اليمني.. التأسيس والنشأة

الفقيد المناضل / عبدالحميد احمد عبد الجنيد

الفقيد المناضل / عبدالخالق احمد الصيادي

المناضل الشهيد جار الله عمر

الحاج عبدالقوي عثمان وقصته مع محمد خميس رئيس جهاز الأمن الوطني

عبدالحميد الشعبي

احمد عبده ناشر العريقي.. الداعم الأول والأكبر للأحرار والثوار في اليمن

الشهيد المناضل / محمد مهيوب الوحش .. مرعب الاعداء والملكيين

المناضل : محمد ناصر العنسي ( امين)