الشهيد عبدالسلام الدميني سيرة حياة

كيف تعرفت على المناضل الشهيد عبدالسلام الدميني حمود الحبشي 31 اغسطس 2019م في النصف الأول من العام 1980 م اقدم علي عبدالله صالح علي تجريد حملة عسكرية شاركت فيها خمسة ألوية عسكرية على منطقة شرعب تحت إشرافه شخصيا يتقدمهم لواء المجد ولواء الاحتياط العام وبقية الالوية من معسكر خالد مسنودة بقصف صاروخي وتمشيط للمنطقة في هدف واضح هو ليس تأديب الجبهة الوطنية الديمقراطية وانما استئصالها أخذا للثأر بسبب مقتل مجموعة من أعوان النظام تربطهم صداقة بعلي صالح تحددت ساعة الصفر بعد خطاب ناري لصالح بقادة وضباط الألوية وحانت لحظة الانطلاق كانت كل الأخبار والمعلومات لدينا حول الاعدادات والقوى المشاركة في الحملة اعتبرت قيادة الجبهة نفسها في حالة انعقاد دائم متخذة جملة من القرارات أهمها :- * - القضاء على التواجد العلني للجبهة وقياداتها في سوق الحرية وكل المنطقة *- عدم مقاومة الحملة العسكرية أو مجابهتها في حرب موقعية وتمكينها من التغلغل والانتشار في كل المنطقة إلى ما بعد منطقة الحرية * - عدم تواجد القيادات معا وتوزعها على كل المنطقة في مهام محددة والغاء مبدأ المركزية في القيادة ومنحها للقواعد +- تحول كل القوى الموجودة إلى مجاميع مقاتلة صغيرة مختفية ومنتشرة في كل المنطقة معززة بأجهزة اتصالها وعتادها وإخضاع المواجهة إلى حرب عصابات (اضرب واهرب) *- تحركت الحملة العسكرية وسط حالة من الرعب المخيف ووصلت إلى كل المواقع التي إرادتها للتمركز في عموم المنطقة وكانت المفاجأة عدم وجود مقاومة وثبات في المواقع لتمكين الحملة من تحقيق هدفها لم تكن الحملة لوحدها ولكنها استعانت بتجييش كل المتعاونين من أبناء المنطقة الذين كنا نسميهم مرتزقة ( حاليا نحن حلفاء ) ومن أجل إرهاق وتشتيت الحملة ومكوناتها تم صناعة مواقع وهمية ومقاومة وهمية أيضا بهدف إجبار القوة المهاجمة على الإكثار من مواقع التمركز خلق انطباع بأن الجبهة انتهت وأجبرت على الانسحاب من المنطقة بدأت العمليات العسكرية تتفجر في كل أرجاء المنطقة تستهدف القوى المتحركة وخطوط الإمداد والمتعاونين مع السلطة بهدف عزل المواقع عن بعضها الأهم وحتى لانتوه عن موضوع الحلقة هذه حول الشهيد عبدالسلام الدميني قررت القيادة وبمبادرة من الرفيق (....... ) اطال الله عمره ضرورة القيام بعملية عسكرية كبيرة ولها قيمة سياسية ومعنوية عيار 24 قيراط تمثل تلك العملية بإسقاط خلفية القوى العسكرية للسلطة متمثلا بإسقاط موقع شرف العسيلة والاستيلاء على مقر حكومة مديرية السلام بكل ثقلها العسكري والسياسي تم انتداب ثلاث مجاميع مقاتلة وتجهيرها وحتى لايذهب تفكيركم بعيدا المجموعة خمسة أفراد مع قائدها ، كامل القوة المجاميع التلاث خمسة عشر فردا ، بعد دراسة المنطقة جغرافيا وسكانيا وإخضاعها لرقابة ثلاثة أيام ووضع البدائل في حالة الهزيمة وفي حالة الانتصار ترتيب العملية وفقا للٱتي :- + مجموعة الاقتحام + مجموعة الإسناد والتعزيز خلفها مباشرة + مجموعة التغطية والتوجيه كل المشاركين كانوا يضعون الهدف السياسي من العملية لاغيره ، الجميع اعتبرها عملية انتحارية لن تتم عودة أحدا سالما تم التنفيذ الساعة الخامسة فجرا في مكان لاينتظره العدو إضافة إلى عامل المفاجأة ومعرفة الطبيعة وتم حسم المعركة خلال أقل من نصف ساعة الاستيلاء على موقع الشرف الحامي لكل المنطقة وعلى كل الأسلحة في الموقع واعتقال كل المتعاونين المقاتلين مع السلطة والذين كانوا يتمركزوا في المنازل المحيطة في الموقع سقط في هذه العملية شهيدا واحدا مكللا بالنصر اشرقت الشمس وأصبحت كثير من المواقع العسكرية بما فيها مقر حكومة السلام تحت سيطرت الجبهة وارتفعت الأناشيد الوطنية وصدح صوت ايوب في كل المنطقة وسط انسحابات القوات التي كانت تتمركز في المواقع التي يحميها موقع الشرف باتجاه تعز ترافق مع العملية مهاجمة كل المواقع العسكرية في الامجود ونخلة والرونة التي أصبحت بعضها محاصرة من الإمداد وكانت تصنع هنا اولى دروس حرب العصابات الثورية في القدرة على تجميع القوات وعلى ذوبانها وفقا لطبيعة المواجهة وضع علي صالح أمام مسؤوليته وجها لوجه خصوصا أنه فشل بالبر باليمين الذي اقسمه على استئصال الجبهة اتصل بقيادة الجبهة العليا طالبا منها التدخل السريع بحل الإشكالات الحاصلة في شرعب كمقدمة لاستئناف الحوار كلفت قيادة الجبهة الشهيد عبدالسلام الدميني الذي كان متواجدا في صنعاء وأصدر على صالح قرارا يقضي بتشكيل لجنة ضمت إلى جانب الشهيد كل من 1/ منصور عبدالجليل محافظ اب 2/ محسن اليوسفي محافظ تعز مهمتها حل الخلافات والإشراف على انسحابات القوات المسلحة وإزالة المواقع المستحدثة وتحقيق الأمن في المنطقة أبلغنا بالمهمة وتم تكليفي مع المناضل قائد سيف بذلك الزمن كان شهر أغسطس 1980م إن لم أكن خاطئا رتبنا تسللنا إلى المدينة والإقامة في وادي المدام في منزل اعد لذلك من قبل قيادة المنظمة أبلغنا أن الشهيد عبدالسلام الدميني سيزورنا ، وكان أول لقاء معه مهيبا رغم تفرغ كل أجهزة الرصد والمراقبة إلا أنه كان قادرا بصورة عجيبة على التخلص من ضباط الأمن وملاحقتهم ومعرفة تحركاته واتصالاته ، كان معجزة في هذا الجانب نحن مختفيين و هو أيضا رغم أنه مكلف رسميا ، في إحدى المرات التى أتانا فيها كان طبيبا وإخرى قبيلي وثالثة عامل نظافة سألناه من باب النكته حول أمور كهذه واكتشفنا أن حركته كانت مدعومة بمجموعة من الزملاء المساعدين والغير منظورين لتقديم وسائل التنكر والتملص والتخلص من المراقبة كان رجلا قصير القامة يمتلك من الهيبة تجعلك بدون مقاومة أن تقر انك أمام زعيم فعلي ، لايتحدث كثيرا ، دائما ماتأتي أحاديثه مقتضبة ووافية ، صعب جدا أن تراه مبتسما النكتة التي حدثت وردا على استفساري قال له قائد سيف ، لن يتخارجوا منك الا بالقتل وهو ماتم بعد ايام بحثنا معه كل التفاصيل المطلوبة بما فيها تحديد أماكن اللقاء والبدائل والإجراءات الأمنية من جانبنا وما هو مطلوب من الطرف الآخر السلطة ملاحظتي كانت والتي لازلت اذكرها انني في حضرة رجل أمن من الطراز الأول باختصار كان رجلا مختصرا في كل شي ورجل مهام حتى عندما يكتب لاتزيد رسائله عن بضعة اسطر ، وكانت رسائله تتميز بافتتاحيتها ( العزيز / فلان ) يبدأها دائما بعبارة العزيز فقدان الوطن لشخصيات وطنية بحجم الشهيد عبدالسلام الدميني وغيره كثيرون هو ما أضعف الحركة الوطنية واوصلنا إلى هذا الوضع الذي صنع منا شعبا بدون قيادات أو نخب تحدد وجهة البوصلة استمرينا لفترة وكانت مصاريفنا محدودة وجانب السلطة يصعب المهمة ويحدد اماكن لقاء كنا نرفضها نحن لعدم تناسبها أمنيا قررنا بالنسبة لحل مشكلة الجانب المادي بالاعتماد على أنفسنا وكان الحل بيد قائد سيف عبر مراسلة المرحوم طاهر سيف الذي كان يسكن في وادي المدام حيث تحمل هو تكاليف اقامتنا ومصاريفنا الله يرحمه تم تجهيز التصاريح لنا وللمرافقين حيث تقرر ان يكون مكان الاجتماع فندق ديلوكس في تعز وكنا نصر نحن ان يكون في مديرية الرونة كوننا قادرين على التحكم بامنها في اللحظة الأخيرة كان قرار الشهيد لن اغامر بكم فجانب السلطة يماطل..... طلب منا الشهيد مغادرة المدينة قائلا سنفرض شروطنا نحن في وضع افضل صنعتموه انتم فعلا تم سحب القوى العسكرية وازالة المواقع المستحدثة واستمر الصراع