من تاريخ الحركة الوطنية الديمقراطية .. تعميم
من تاريخ الحركة الوطنية الديمقراطية.
----؛؛؛؛؛؛؛-
*تعميم حول التطورات السياسية في ديسمبر77م. حدثي*
-----؛-------
ان التطورات السياسية التي تشهدها اليمن، تؤكدصحة تقديرات قيادة الحزب بعدحركة 13يونيو74م. فقد كان نضال الحركة الوطنية في سبيل الدفاع عن السيادة والاستقلال ومن اجل الحريات والاصلاحات الديمقراطية قد حال دون نجاح تنفيذمخطط القوى الرجعية والامبريالية كاملا في بلادنا، الامر الذي دفعها الي تحقيق الهيمنه الكلية بالاعتماد على ركائزها المحلية وعلى التدخل السعودي المباشر، ومكاتب وفروع المؤسسات الامريكية، وما *مؤامرة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي واخيه وابعاد بعض القادة العسكريين، واغتيال بعضهم واعتقال العشرات من المناضلين وعلى رأسهم الرفيقان عبدالوارث عبدالكريم واحمد الحربي، الا حلقة في المخطط الذي يستهدف احداث تغييرات في أوضاع الشطر الشمالي من الوطن، وتحوله الى منطقة تابعة للسعودية والاستعمار الجديد.*
*فلقدركزت الامبريالية الامريكية في تأمرها على شعوب المنطقة العربية في استهداف الثورة المصرية ودعم اسرائيل في عدوانها في يونيو1967م وذلك بعد هزيمتها في الهند الصينية، ويصبح من الضروري ادراك ابعاد هذا المخطط على وطننا وكيفية مجابهته داخليا وخارجيا.*
*ومن المعروف ان تلك القوى تتحاشى التدخل المباشر في تحقيق اهدافها وتستخدم الصراع الاقليمي بين القوى المحلية وتستخدم قواعدها في ايران وتركيا والسعودية وعمان وأساطيلها في المتوسط والبحار القريبه للتدخل الضروري*
*وتنفذمؤامراتها تحت اشراف مخابراتها وعملائها، ويكفي ان نعلم ان داخل ايران والسعودية حاليا80 الف خبير .أضافة الي دور الحكومات والعملاء المحليين وأسرائيل كقاعدة عدوانية دائمة.*وقد رسمت لايران مخطط في الخليج وعمان للسيطرة على مضيق هرمز وعلى الملاحة في الخليج وفي احتلال جزرعربية فيه، وأقامة حلف اقليمي والضغط على حكومتى الكويت والبحرين في الغاء المجالس النيابية والحريات السياسية النسبية وتهديد اليمن الديمقراطية، وعبرايران يتم تمويل التمرد الكردي ضد العراق واطلاق يد السعودية في اليمن. في نشاطها المعادي لثورتي26سبتمبر و14اكتوبر وكانت وراء كل التأمر المعادي لطوحات الشعب اليمني وحركته الوطنيه وخاصة بعد اتفاقية جده عام70م مع حكومة ج.ع.ي.*
*وفي مصر سهلت السعودية الطريق امام القوى اليمينية الحاكمة بالتراجع عن نهج منجزات ثورة يوليو وفرضت عليها التواطو مع الاستعمار الغربي وانتهاج سياسية الانفتاح الاقتصادي، والتخلي عن دور صديق العرب السوفيت في الغا معاهدة الصداقة، وتوريط الجيش المصري بالسلاح الغربي، والرهان على ايجاد حل للنزاع العربي الاسرائيلي. هذا التراجع قد أدي الي الارتماء في احضان امريكاء وتحول مصر الي الموقع المضاد لحركة التحرر العربية والافريقية.وأخل بتوازن القوى بالمنطقة لصالح اسرائيل..*
*وتحت ستار دعم سوريا تم دعم هيمنة الاتجاه اليميني في البعث في الحكم وعلى الرغم من التمايز في مواقف الحكم فانه يتفق مع موقف مصر في الترتيبات الجارية لحل النزاع العربي الاسرائيلي. وان تدخله في لبنان ضد الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية تم بتنسيق مع السعودية التي مولت العملية وبرضى امريكا ومصر والاردن بغرض الحيلوله دون انتصار الحركة الوطنية اللبنانيه والفلسطينيه، في ايجاد جيش ثوري يقف حجرة عثرا في طريق الحل مع اسرائيل واستحكام قوى اليمين (المسيحي والمسلم) وتحجيم حركة المقاومة الفلسطينية..*
وفي ظل حكم القوى اليمينية في كل من مصر وسوربا وقفت طموحات هذه القوى عن حدود استعادة الارض المحتله عام1967م فقط وتشكيل وطن للفلسطينين في الظفة الغربية وقطاع غزة بعد اقتطاع اجزاء منها لاسرائيل مقابل الاعتراف بأسرائيل.
*ان الامبريالية في ظل هذه التطورات وانتعاش القوى اليمينيه الرجعيه ليست بحاجة الي التدخل المباشر كما كانت تفعل من قبل فقد اصبحت لها ركائز محليه.ففي عمان اعتمدت على ايران، وفي لبنان على سوريا، وفي ليبا على مصر، وفي السودان على مصر وفي زائير على المغرب ومصر، وفي اليمن الشمالي على السعودية، وتنمية التيارات اليمينيه داخل التنظيمات الاريتيريه واعطاء جيبوتي استقلال شكلي عن فرنسا ورفعت تلك القوى شعارات (التضامن العربي ، الافريقي، الاسلامي) لتنسج التحالفات الاقليمية في مواجهة قوى التحرر والاشتراكية والسلم والانظمة التحرريه في اليمن الديمقراطية والصومال وأثيوبيا وبشتى وسائل التدخل بما فيها شن الحروب المحليه والاقليميه. ومن ضمن مشاريعها (مشروع امن البحر الاحمر) التى تبنته السعوديه بأيعاز من امريكا كمشروع مكمل لأمن الخليج تحت ستار حماية الملاحه في البحر الاحمر وضمان السيطرة على باب المندب في مواجهة اسرائيل غير ان هذا القول جاء لستر الاهداف الحقيقيه وراء هذا المشروع ولم تعد خافيا*.
*المخطط الامبريالي على وطننا اليمني*.
-------------؛؛
ان سلسلة من التطورات السياسيه حدثت في ج.ع.ي قبل مقتل الرئيس الحمدي ومارافقها من صراع سافر وخفى بين كتلة الرئيس الراحل وكتلة كبار الاقطاعين من المشائخ وملاكي الارض الكبار ودور السعودية في استغلال هذا التعارض بين الكتلتين لصالح *تطويع الاوضاع لهيمنة السعودية والغرب الامبريالي عبر الركائز المتعددة (السفارات-البنك الدولي-الوكاله الدوليه للتنميه-البعثات التبشيريه-العملا وغيرهم).بهدف تحويل الشمال الي قاعدة ثابته لحماية الاحتكارات الامبريالية والاحتياطي من النفط والانظمة تجاه أي خطر محتمل من اليمن وتشكل بنفس الوقت قاعدة وثوب عدوانية ضد النظام الوطني في الجنوب وضد حركات التحرر في المنطقه.كون اليمن يتمتع بموقع استراتيجي هام في البحر الاحمر وباب المندب والمحيط الهندي.ويظم كثافة سكانية فقيره، وايدى عامله، ووجود ثروات لم يكشف عنها بعد..وان الامبريالية تخشي حدوث تطورات لغير صالحها من اليمن اكثر من البلدان الاخرى.فالتخلف والفقر والاقطاع والقوي القبلية في اليمن ودحر الاحتلال البريطاني من الشطر الجنوبي من الوطن واقامة سلطة وطنيه ديمقراطيه تعمل من اجل ازالة التخلف واقامة مجتمع ديمقراطي ، حيث ان تاريخ الماضي والحاضر لايزال يحمل تراثا من الصراع الدامي بين القوى الاقطاعية والشعب وحركته الوطنية وضد التدخل السعودي والاجنبي في بلادنا.ان كل ذلك في تقديرها يخلق اوضاعا قابلة لان تتفجر بشكل ثورة عارمة ضدقوى التخلف والعمالة في الشطر الشمالي وليس هذا فحسب وانما ستحمل معها طموحا وطنيا من اجل استعادة توحيد الوطن اليمني في جمهورية يمنيه موحده ديمقراطيه ومستقله*.
واذا كانت السعوديه وقوى الاستعمار الجديد في الماضي لم تتمكن من تحقيق هيمنه كليه على الاوضاع في الشطر الشمالي من الوطن لتعاظم دور الحركة الوطنيه وتأثيرها فأنها ستعمد الى اتخاذ اساليب جديدة لتحقيق هيمنة مطلقة على اليمن، فقد زاد قلق تلك الدوائر للنهج السياسي المستقل نسبيا في سياسة الحمدي والتي عكست نهجا برجوازيا اصلاحيا محدود النفس بسبب ضعف البرجوازيه وضألة فعاليتها الاقتصاديه وقدرتها السياسيه وهذه الوضعيه قد دفعت السعودية وقوة الاستعمار الجديد الي اتباع سياسة اكثر رعونه بتدبير مؤامرة اغتيال الحمدي واخيه بتلك الطريقه الغادره البشعه التي تتعارض مع تقاليد الشعب اليمني.لم يكن بالحدث العادي (مطمح شخصي) بقدر مايدل على ان عملية الاغتيال لها مدلولات سياسيه خطيره وابعاد اهمها:-
*اولا:تعبير عن رفض السعوديه وامريكا للسياسه الاستقلاليه النسبيه التي كان يتخذها الحمدي تجاه العديد من القضايا واهمها اتخاذ خطوات اصلاحيه في مجال الخدمات العامه كالتعليم والصحه والمواصلات، ودعم هيئات التعاون الاهلي وتحويل 75% من الزكاة لصالحها في تنميه الريف، واصدار القوانين والتشريعات التي تستهدف تحديث اجهزة الدوله وقيام حكومه مركزيه والحد من نفوذ القوى الاقطاعيه العشائريه وتطوير الجيش واتباع سياسة تستهدف التقارب مع اليمن الديمقراطيه واتخاذ موقف مستقل نسبيا تجاه الاوضاع في البحر الاحمر وموقف محايدنسبيا لقضايا الصراع في القرن الافريقي.*
هذا الاتجاه الاستقلالي النسبي قد اقلق السعوديه وامريكا ومارستا كافة الضغوطات على الحمدي بما فيها دعم المشائخ ماديا وعسكريا وتجنيدهم للتامر وتشجيعهم على التمرد والتخريب والصدام مع قوات السلطه، وهذا قد عكس النوايا العدائية للسعوديه ضد اي اتجاهات جديده في سياسة حكام اليمن الشمالي لاقامة حكومة مركزية لأن ذلك معناه الحد من نفوذ سلطة المشائخ كما انه يحد من رغبة السعوديه في اقتطاع اراضي يمنيه جديده.
*ثانيا:ان رفض الاستقلال النسبي للحمدي وتصفيته بذلك الاسلوب وقبل يوم واحد من من زيارته للشطر الجنوبى هو نوع من التامر الرخيص لأرهاب الحكام اليمنين وأشعارهم بأن أي استقلال عن دائرة النفوذ السعودي والامريكي سيقابل بالقتل، بحيث يعاد تشكيل السلطة من افراد مطواعه ومتفقه مع النهج السياسي السعودي-الامريكي في الداخل والخارج، ولن تكون سلطة الغشمي هي
البديل لانها بدون تاييد شعبي، *ولذلك لجأوا الي تنصيب وجوه مقبوله تمثل مصالح القوى الاقطاعية بزعامة أبن الاحمر المتحالفه مع والبرجوازيه التجاريه لمواجهة القوى الوطنيه الديمقراطيه، لضمان وحدة الكتل الرجعيه التى كانت متعارضه في عهد الحمدي، حتى تتمكن من تثبيت نفسها وانتهاج سياسه عدائيه سافره ضد اليمن الديمقراطيه وضد الحركة الوطنية.*
*ثالثا:ان السعودية وامريكا في سبيل تنفيذ مخططها وضمان وجود سلطه تابعه لها ستبذل مجهودا ايديولوجيا وسياسيا اكبر وسوف ترصد امكانيات عسكريه وماديه اضخم وسوف تتبع أساليب جديده لقمع الجماهير وقواها الوطنيه، ومن المحتمل ان تشن حملات ابادة في الريف.*
*رابعا: ان تلك القوى تدرك بأنها مستهدفه من قبل القوى الوطنيه ولذلك فهى تعمل على أستباق الاحداث والتخطيط لمجابهة الجبهة الوطنيه الديمقراطية بعد بيان الجبهه في كشف مخطط اغتيال الحمدي.*
*خامسا:ان المؤامره التى دبرت لاغتيال الحمدي، ادركتها الجماهير منذ اول وهله وعبرت عن شجبها لها في المسيرة الضخمة عندتشييع جثامين الشهداء منددة بمرتكبي الجريمة الشنعه.*
*وقد اصدرت الجبهة الوطنيه بيان في 1977/10/13م حددت موقفا واضحا ضد المؤامرة، ولم تكن في مستوى الحالة الموضوعيه التي خلفها الحدث ذاته فقد كانت من الناحيه الذاتيه متخلفة عن الحالة الجماهيريه التي اصبحت في غليان متصاعد في وجه القوى الاقطاعيه وحلفائها في الخارج.حيث لم تلتقط الحركة الوطنيه الحدث وفهم ابعاده ومن ثم تحديدخطوات عمليه في مواجهته.*
فلم تدرك القوى الوطنيه ان المؤامرة ستمر بسهوله ولذلك فقد ارتبكت وأصيبت بهزة فعليه للموقف الشعبي العام واستنكار الرأي العربي والدولي للجريمه، وقد اضطرالمجرمين المشتركين بالمؤامرة في الداخل والخارج من باب التكتيك اعلان السير على نهج الحمدي حتى تنتهى العاصفة، وخروجهم من المأزق وتفويت الفرصة على الحركة الوطنيه في استفادتها من الظرف الراهن حينها.
*وقد راهنت السلطة على امتصاص النقمة الشعبيه وكسب الوقت وتركيز قواها لمسك زمام الامور، ولم تتمكن من ايجاد اوضاع مستقرة نتيجة التعارضات القائمة في صفوفها والتي اخذت تنمو بشكل متسارع، فالقوى الاقطاعية لازالت تطمح بالعودة الى قمة السلطة انطلاقا من ايمانها انه لازال لها ثقل سياسي-وبانها مسنودة من حلفاء اقويا في الخارج وانها غير مستعدة لتسليم البرجوازية قيادة البلاد، حتى تضمن الحفاظ على مصالحها جنبا الى جنب البرجوازية والبيرقراطية العسكرية والمدنيه لمواجهة الضغوط المتزايده للحركة الوطنية اليمنية ونمووعي الجماهير والتي لاتسمح بالتراجع عن النهج الاصلاحي المحدود لحركة 13يونيو في عودة كبار المشائخ لاستلام مناصب كبيرة في السلطة المدنيه والعسكريه.*
*ان هذه الوضعيه في تقديرنا لن تمكن قوى التحالف الرجعي من التلاحم سريعا مهما بذلت من محاولات.فالبرجوازية المرتبطة بالاحتكارات الراسمالية تبذل جهدا لايجاد اوضاع تحقق لها انتاج السوق المحليه عبر الحكم المركزي وتحقق لها السياده عبر القوانين ممايحد من هيمنة القوي الاقطاعية ولو بالتدريج وهذا معناه التعارض فيما بينهما.أن السعوديه والغرب سوف يحرصون على بقاء الثقل الافتصادي والسياسي للقوى الاقطاعيه ولكنهما بنفس الوقت سيدعموا البرجوازيه وممثليها السياسين في ان يلعبوا دورا قياديا في الحياة السياسيه في البلاد بأعتبارهم البديل الاحتياطي للقوى التقليديه كما ستدعمها في خطتها العسكرية والامنيه لضمان تحالفهما في مواجهة القوى الوطنيه والديمقراطيه.*
*وانطلاقا من هذا الفهم ينبغي ان يبادر الحزب والقوى الوطنيه الديمقراطيه للاستفاده من التعارضات في صفوف القوى الرجعيه واستقطاب الخط الوطني البرجوازي منها ما امكن بعد ازالة التذبذب لديها وضمان وقوفها مع المطالب الوطنيه الملحه.كما ان الحزب والقوى الوطنية مطالين بالتحلى باليقضة والحذر والاستعداد لمجابهة الخطر الخارجي والدفاع عن سياده واستقلال الوطن وذلك من خلال الاتي:-*
*اولا:العمل الجاد من اجل ضبط الاوضاع الداخليه للحزب.*
*ثانيا:وحدة الاحزاب الوطنيه اليساريه في تنظيم واحد.*
*ثالثا:تعبئه الجماهير وتنظيمها تحت راية الجبهة الوطنيه الديمقراطيه وبرنامجها السياسي، وتحقيق التوازن الضروري بين النضال الحزبي ودور الاحزاب مع قوى الجبهة بالمرونه والروح الديمقراطيه.*
أن النضال عبر الاطر الحزبية وفي اطار الجبهة تخدم خطة العمل السياسي سوف تمكن الالتفاف حول برنامج الحد الادنى من حشد طاقات الشعب لتحقيق الاهداف الوطنية الساميه لبلادنا.
*المكتب السياسي
ل (حدثي) في1977/12/9م*