من مذكرات الحزب الديمقراطي الثوري- تعز

مَنْ الذي قتل الشيخ!   في بداية سبعينيات القرن الماضي اغتالوا الشيخ محمد علي عثمان و(رجموا بالتهمة فوق ظهر الحزب الديمقراطي الثوري، ونتيجة ذلك عمدوا الى (سحق منظمة الحزب في تعز) لولا توافر الكادر المتقدم لكانت ابيدت عن بكرة ابيها، منظمة للحزب الديمقراطي في اليمن وفي بداية السبعينيات ، يعني وبدرجة رئيسية " جماعة من متعلمين ككوادر على الأقل  " وهو امر يذكرني بما تسرب عن لقاء جمع الملك حسين بعلي عبدالله صالح بعد مجزرة الناصرين، يُقال بان الملك حسين، ملك الأردن، قال له ياسيادة الرئيس انت كيف تقتل عشرين جامعي في اليمن (عسى لله كم في جامعيين في اليمن) وبعد لم يعملوا ما يستحقوا عليه الاعدام، كان تحبسهم فترة وبعد تطلق سراحهم يفيدوا الدولة والشعب بشهاداتهم. اعود واقول بانها، عملية اغتيال محمد علي عثمان، وهي العملية التي رجموا بها الى ظهر الحزب، شكلت لهم محور ارتكاز لفرض ارهاب الدولة ومُبرر للقيام بأكبر عملية تصفية لل(مُتعلمين او لنقل للمهتمين بالسياسة في اليمن)، في حينه، جسديا ومعنويا، يذكر في هذا السياق ( او ان هذا هو ما تسرب )بأنهم وعندما قاموا بإخراج  القيادي في الحزب عبدالجبار عبدالحميد علوان الى منطقة الحوبان للإجهاز النهائي عليه فجرا وكان مكبلا ومثخنا بالجراح من اثر التعذيب قالوا له: هاه هل نحن (نمور من ورق) فاجابهم اي نعم والا ما كنتم جلبتموني الى هكذا مكان، تحت جنح الليل، مكبل وجريح لكي تقتلولوني قبل ان تفروا على شكل فعل جبان كهذا يأبى ان يقوم به حتى  اجبن قاطع طريق، او بما معناه .  بعد هذا التاريخ بعشر سنوات اغتالوا الشيخ احمد عبده صالح و(رجموا بالتهمة) الى فوق ظهري فيما قد بات معروفا بقضية منصور راجح. ما بين اغتيال الشيخين اغتالوا الكثير في سياق ما نريد ايضاحه في هذ التناول، يدخل في ذلك (التصفية الجماعية)للمشايخ في الحجرية وهي القضية التي (رجموا بها الى فوق ظهر عبد الله عبد العالم) ومؤخرا استمعنا كلنا وعبر كل وسائل الإعلام علي محسن، في سياق الثورة، وهو يشير بالفم المليان الى الفاعل الحقيقي. اغتيال احمد عبده صالح عملية أرادوا بها اعادت انتاج عملية اغتيال محمد على عثمان في بداية سبعينيات القرن الماضي- ما أزال أتذكر شخصا كان يتجول في تعز، سمينا ببطن مدلوق الى امامه ومؤخرة ناطه ، كان مترهل الجسد ومع ذلك يعتمر بندقية آلية وكامل جسده ملفوفا بشرائط الرصاص، ضيفا دائما يجلس في الصف الامامي لكل الاحتفالات السلطوية، وكان حيثما يظهر تشير الناس اليه بالبنان وهم يتهامسون: هذا الذي سوف يثأر لمحمد على عثمان أو يقال بانه هو من سوف يقوم بعملية الثأر- ومع ( تطور ) وتحديثات ارتأوا ضرورتها في سياق ( ادمانهم فنون الحرب القذرة والعمليات الرطبة) نشير الى بعض مما ارادوه على أساس من العملية، على شكل نقاط محددة قبل ان نسترسل في وقت لاحق وتحت نفس العنوان ما يكشف عن عقلية، بنية، آلية ، سلطة، هي سطلة صنعاء: سلطة الحرب القذرة والعمليات الرطبة. 1-ارتباطا بالتوقيت أرادوا أن يقولوا بان القوى التي شكلت المؤتمر بريئة من جرائم الإغتيالات التي انتشرت في البلد على مدى السنين الماضية. 2-رسالة إلى المشايخ في اليمن وخاصة مشايخ المناطق الوسطي وبالتحديد أولئك منهم المشكوك بطواعيتهم للانصياع لمؤسسة المشيخة (الرسمية \السعودية) بما معناه انهم مستهدفون وعليه فقد عمدوا إلى خلق او بالأحرى توثيق رابطة بينهم قوامها الخوف على أنفسهم ما دام يأتيهم من خارج السلطة فيجب عليهم الاحتماء بها وبذلك كسبت السلطة اما تحييدهم واما انصياعهم لإرهابها. 3-رسالة لكل من رفض الانخراط في مشروع السلطة مضمونها ارهابهم بتلفيق التهم، وهنا اما يضمنوا سكوتهم او انهم يجدوا أنفسهم مضطرين للتواري او للدفاع عن أنفسهم بشكل يومي 4-ملئ فراغ الساحة السياسية، بعد أن وجدوا أن حكاية المؤتمر والميثاق غير كافيان، بجو من الارهاب بما في ذلك اعطاء مادة (للقال والقيل) بدلا عن الحديث في السياسة. 5-رسالة للعالم الخارجي مضمونها بان هناك عراقيل جدية في طريق التحول إلى الديمقراطية الذي التزموا به كخيار معبرين عنه بالمؤتمر والميثاق وعلى ذلك يبرؤن أنفسهم اولا من جرائم الحرب القذرة ويطالبونهم بمساعدتهم للتصدي للتيار المتطرف ...الخ 6-التخلص من شيخ من وزن من قاموا بقتلهم قبله على طريق تفريغ الساحة من ثقلها التاريخي الذي يتكثف في مشايخها (السلطة التقليدية في اليمن) الامر الذي سيعمدون إلى ملئه بمشائخ يقومون هم بتخليقهم من اولاد الضحايا المهمة التي تكفل بها الجهاز المركزي للامن الوطني سابقا. نشير هنا ان لنا كتابة سابقة حول منظمة مشبوهة للعمليات القذرة شكلوها تحت اسم (منظمة أولاد الشهداء) لا أدرى إذا كانت مستمرة بنفس الاسم ام جرى تكييفها وتغييرها، واشرت سابقا، أيضا، الى المنظمة المشبوهة الأخرى (منظمة شعب اليمن الصابر) وكلا الاسميين وهميين لكن يحيلان الى أدوات العمليات الرطبة في اليمن او الأطر التي قاموا على أساس منهم بتجنيد، تربية وتكوين القتلة والسفاحين وكل العاملين في مجال كل ما يدخل في خانة الجريمة السياسية. وفي كل الأحوال فانهما تسميتان وهميتان لما هو غامض ويخص الحرب القذرة والعمليات الرطبة للسلطة ولقوى أخرى إقليمية. 7-التخلص من خصم سياسي وارهاب اصدقاءه 8-تحويل الضحية إلي بعبع وخيال مئاته. حبل غسيل ما أمكنهم ذلك ينشرون عليه ما يشاؤون من غسيلهم الوسخ، والى شماعة يعلقون عليها ما يناسب من جرائمهم. لقد ارتبط اختيار الهدف، تلفيق التهمة بعملية تصفية واسعة النطاق وفي عموم الساحة اليمنية لكل من يتوسمون فيه امكانية لمواصلة الثورة او قدرة على المساهمة في بناء دولة ديمقراطية بحق إذا أمكن قيامها فإنها ستتغذى اول ما تتغذى به هو ملفاتهم القذرة كما اعتقدوا، بله الامكانية او القدرة على اسقاطها، قبل ان يجعلوا من الهدف اسم كودي لكل ما يقومون به من جرائم ضد الشعب والانسانية وحتى ضد بعضهم البعض، تماما بمثل ما تستخدم اليوم كلمة (القاعدة). وجعلوا منه(سنترالا) يتواصلون عبره. والقضية استخدمت كمحور ارتكاز لإشاعة وتكريس الوعي الزائف قرين إرهاب الدولة، أساسه ومبرره في آن. تحت ظلمة الغبار الذي اثاروه من حول القضية وصاحبها قاموا بممارسة قذارتهم والناس معميين بهذا الغبار، اثاروا الغبار حول هويتهم الحقيقية وبوضع(الهدف) في قفص الاتهام ارادوا أن ينفوا عن كل ما عداهم حقيقة الانتماء لما خططوا لإعلانه في وقت لاحق، وهم يتحولون ومن مواقع (الدولة) مستخدمينها كمحاور اتكاز لصعودهم وفرض هيمنتهم على السلطة كاملة، على حساب الاخرين، سرقة لتاريخم المشرف او تزويرا له يدخل في ذلك تشويه هويتهم ، ارادوا تزوير الماضي ( ماضي الكفاح من الجهمورية في سياق الثورة ضدهم ) وانطلاقا من وضعنا في قفص الاتهام وتصويرنا كمجرمين ارادوا ان يصوروا انفسهم باستخدام ادوات (الدولة ) كأبرياء من حمام دم اغرقوا به اليمن من أواخر ستينيات القرن الماضي. بعد الوحدة تحولت القضية او انهم حاولوا ان يجعلوا منها رافعة ارهاب لتيار الاشتراكية العلمية، تيار السيادة للوطن الديمقراطية للشعب الوحدة لليمن، بما معناه ان الوحدة انما هي توحيد للسلطة وانهم انما يحكمون بالقوة الغاشمة وحدها، وفي سياق ذلك حاولوا من خلال استخدامهم لها ان يكشفوا او ان يكتشفوا حجم وطبيعة ومدى قوة القوى التي تناضل من اجل اليمن الديمقراطي الموحد و(الشعب السعيد) ، قوى النضال من اجل حرية التعبير وحقوق الانسان ومدى انتشارها . قالوا بأن الوحدة انما هي وحدة بين جهات جغرافية، وقالوا بانها وحدة بين جنوب الجنوب وشمال الشمال ( بما معناه : طلعنا عيال خالة). وارادوا التنصل من مسئوليتهم عن الانتهاكات الفضيعة لحقوق الانسان بإعطاء صورة للعالم الخارجي بان قضايا من وزن هكذا قضية مجرد قضايا جنائية! القضية تعبير عن القمع المركب بأساليبه الجديدة وآلياته التي تنهض على حقيقة عالمية العصر ما يجب على القمع معه ان يموه نفسه، أن يتحاشى عيونه وضغوطاته بتطوير نفسه، اساليبه. حللنا ذلك بشيء من التفصيل في مخطوط كتاب (الاغتيال السياسي في اليمن) فيه اشرنا الى ما اطلقنا عليه عنوان( الإغتيال والإغتيال معكوسا) على وزن عنوان كتاب ادوارد سعيد ( الاستشراق والاستشراق معكوسا. مخطوط لأننا عجزنا عن نشره بعد ان كان الجانب النظري منه قد نشر على شكل حلقات في الصحافة، في السنوات التي اعقبت خروجي من المعتقل. وفي وقت لاحق وامام مجموعة من العاملين في مجال حقوق الانسان قلت لهم مشكلتنا ان القمع يطور نفسه، اساليبه وأدواته وباستمرار، فيمّ نحن : محلك سر!  ان الأخطر من القمع، الاخطر من (حتى) الاغتيال السياسي نفسه هو او هي عملية استثماره. سلطة صنعاء بقدر ما هي سلطة اغتيال سياسي بامتياز اثبتت، بل وقد اصابت نجاحا منقطع النظير في استثمار عمليات الاغتيال السياسي، الحرب القذرة او(عمليات الأقسام الرطبة )، ولا تزال كذلك: ماهرة جدا في هذا الميدان.. جهاز القضاء في اليمن جهازا فاسدا بتاريخه ومع ذلك فانه جهاز (دولة ) وهو على الدوام هدف للسيطرة من قبل السلطة، اي سلطة، وعلى وجه الخصوص لو انها سلطة تشبه سلطة صنعاء، اقول تشبه لأن سلطة صنعاء لا شبيه لها في ممارسة الجريمة السياسية وفي إستثمارها وفي هذا الخصوص استخدموا هذه القضية ، بمثل ما استخدموا غيرها ، كلغم موقوت تم زرعه بخبث على اساس القوة وانطلاقا من القرار الرئاسي داخل جهاز القضاء لتحقيق اهداف منها تطويع هذا الجهاز او (البنية) القضائية لتحقيق اهداف منها تطويع هذا الجهاز بحيث يصبح مجرد اداة من ادوات فرض هيمنة السلطة، وحال نجحوا في كم قضية من هذا القبيل بإجباره على تنفيذ رغباتهم حولوا هذه القضايا إلى اوراق بأيديهم يلعبونها بأشكال سرية لإبتزاز وإذلال قضاة، او بالتحديد جهاز النيابة العامة كجهاز وليد وحديث، من قبيل " كذا والا هه " على اساس أن الناس سيحملون القضاء مسئولية هكذا جرائم بعد أن يكونوا قد احتاطوا لأنفسهم ما يستطيعون به لتبرير (انفسهم) وقت الانكشاف. وعلى الدوام عملوا على تحويل الضحايا الى (عبرة لمن اعتبر) بعد ان يكونوا قد باتوا اشلاء في السجون، تحويل اسرهم وقراهم إلى رهائن وشل أي فاعلية إنسانية لهم بالترهيب والابتزاز، والأخطر من كل ذلك محاولاتهم المستميتة لإجبار الضحايا على تحويل ( طحين حياتهم ) الى فطائر تأكلها السلطة أو معاجين خضاب يخضبون بها وجوههم حال نجحوا في اجبارهم ان يتحولوا الى صفها بان يصبحوا ادوات بأديها. وثمة ما يدخل في باب الطرافة ايضا وهو ايجاد فرص عمل لمخبريهم واتباعهم بعد أن توقف الصراع( او شكلا منه) واصبحت الساحة في حالة فراغ ولأنه الفراغ الذي سيستدعي من يملئوه بما قد يترتب عليه من مخاطر عليهم هم انفسهم أن يملؤا الفراغ، خاصة فراغ اتباعهم. السلطات على الدوام في حاجة الى ان تخلق او تختلق مبرر تماسك اتباعها من حولها ، تختلق مبرر استمرارها كسلطة، في ظل إفتقارها للموضوعية وللشرعية. السلطات دائما في حاجة الى ان يجد اتباعهما ما يشغلهم فلا يفكرون باي شيء آخر!!!! لقد نجحوا في ادخال البلد في دوامة وقد تحولت القضية بطول مجرياتها إلى اطار اختبار للقوى الثلاث المشائخية والقضائية والقوى الديمقراطية، بقدر ما هو اجهاض لاي تحول في داخل هذه القوى ممكن أن يؤدي إلى تحولها قوة موازية او طامحة لان تحتل مكانة في سلطة عسكري، فرد، مغامر ومقامر بكل شيء من اجل تحوله الى (رئيس) * لقد نجحوا، والى حد بعيد، وهم يستخدمون هكذا قضايا في سد افق جيل مفعم بالحاجة للتغير والتعبير وبقدر ذلك خلقوا او عمدوا إلى خلق مكبوت قوي فيهم على امل القدرة على تطويعهم من خلاله او على اساسه، كيف ! هذا ما سوف نبينه في تناولات اخرى، ليس الآن، الآن احس بالحاجة الى ان اورد طرفة اخرى تشكل خاتمة لهذا التناول هنا على ان تكون هذه الطرفة مادة لتناول مستقل: حاولوا( بل لقد نجحوا) ان يجعلوا من الضحايا مادة لإجراء تجارب ذات طبيعة مخبرية، ربما بالتنسيق مع ما ومن هم اكبر منهم، كذا حولوهم إلى مادة للتطبيق العملي لخريجي مدارس اجهزة الاستخبارات وهو امر في منتهى الخطورة، لكني سوف اتناوله علي اي حال!. في الإثنين 24 يونيو-حزيران 2013 06:02:02 م تجد هذا المقال في الاشتراكي نت http://aleshteraky.com/archive عنوان الرابط لهذا المقال هو: http://aleshteraky.com/archive/articles.php?id=3520

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفقيد المناضل / فهد عبدالعزيز احمد السماوي

الحزب الاشتراكي اليمني.. التأسيس والنشأة

الفقيد المناضل / عبدالحميد احمد عبد الجنيد

الفقيد المناضل / عبدالخالق احمد الصيادي

المناضل الشهيد جار الله عمر

الحاج عبدالقوي عثمان وقصته مع محمد خميس رئيس جهاز الأمن الوطني

عبدالحميد الشعبي

احمد عبده ناشر العريقي.. الداعم الأول والأكبر للأحرار والثوار في اليمن

الشهيد المناضل / محمد مهيوب الوحش .. مرعب الاعداء والملكيين

المناضل : محمد ناصر العنسي ( امين)