تاريخ الحركة الوطنية
من تاريخ الحركة الوطنية الديمقراطية اليمنية.
-------------
*الوثيقة النقديه امام تجربة الحزب الديمقراطي الثوري اليمني.*
المقره في مؤتمره الاخير في اواخر78م.
--------------
عرض/عبدالجليل عثمان الاكحلي.
------------
7-4
*الحزب في مرحلة المراجعة الجاده.*
73----78م.
----------؛-؛؛
عاشت الحركة الوطنية في شمال الوطن، والحزب بشكل خاص، اوضاع تتسم بالارهاب والقمع الرجعي. وفي هذه الاثنا برزت تطورات جديده في الوضع السياسي. لقد تعمقت الازمة السياسية لنظام التحالف الاقطاعي الكمبرادوري، وبدأت كل قوة من قواه تسير في طريق أعادة ترتيب اوضاعها ضمن ذلك التحالف. وبداء كل طرف يطرح برنامجه للخروج من الازمة. فشكلت قيادة الجيش احتياطي التحالف، وكانت هي القوة الوحيدة المؤهلة لاستلام السلطة في ذروة أزمة النظام. فقامت *حركة13يونيو 74م مستفيدة من كل ماترتب من نتائج التناقض الرئيسي والتناقضات الثانوية.*
*واذا كانت حركة13يونيو قد شكلت من حيث الاساس، محاولة للخروج من أزمة النظام فأن قيادتها في نفس الوقت، قد مثلت في مجموع سياساتها تعبيرا عن مصالح البيروقراطيه العسكرية والمدنية والبرجوازية الكمبرادورية والعقارية.وقد رفعت قيادة الحركة شعارها المركزي المتمثل في *(بناء الدولة المركزيه-دولة النظام والقانون والتنمية)* وفي الوقت الذي انتهجت فيه سياسة العداء للحركة الوطنيه الديمقراطيه *حاولت ابراز نفسها كحركة اصلاحية في مسار ثورة 26سبتمبر ورفعت العديد من شعارات الحركة الوطنية بشكل ديماغوجي بهدف احتوا نضالاتها وعزلها شعبيا.*
*وحين قامت حركة13يونيو كانت الحركة الوطنية والحزب بشكل خاص تعيش ظروفا قاسية، فالعشرات من اعضاء الحزب والحركة الوطنيه قابعون في السجون، والمئات منهم مشردون او مطاردون، والعديد منهم قد استشهدوا، وتحول العمل الحزبي الي حالة في غاية من السريه، وضربت السلطة الرجعيه بوحشيه تلك المناطق الريفية التي شهدت تمردات وتحركات عسكريه، مما ادى الي المزيد من التضحيات الجسديه وعذابات الهجره والتشرد.واتت كل هذه النتائج في ظل غياب صف وطني شعبي متلاحم يمتلك اتجاهات سياسيه محدده وموحده ويرتكز على قاعدة جماهيريه صلبه*
.بالاضافه الي هذا *فقد تراجع قادة حركة13يونيو عن الخط الهجومي المتشدد ازاء النظام التقدمي في الجنوب، مما قاد الاخير الي اعادة صياغة مواقفه وتكتيكاته على ضؤ المعطيات الجديدة، وظهر جو من التعايش والهدنه بين النظامين.*
*لقد أدى أخفاق الكفاح المسلح في تحقيق الهدف الذي انشاء من اجله، وهو اسقاط السلطة، والسير في بناء اليمن الديمقراطي الموحد، وانجاز مهام الثورة الوطنيه الديمقراطية في الساحة اليمنيه كلها بأفق اشتراكي، أدى هذا الاخفاق الي حالة جدل واسعه داخل منظمات الحزب، وبداء المناضلون يفتشون عن الاسباب الحقيقية التي قادت الي هذا الاخفاق، ويحاولون اكتشاف عوامل الضعف والاحباط التي يمكن تجاوزها نحو حالة من الوضوح الايديولوجي والتماسك التنظيمي والفعالية الكفاحية.
*وقد ساعدت عدة عوامل على انضاج هذا الجدل وجعله يسير في خط يساعد الحزب على الخروج من أزمته وتطوير أساليب نضاله ايديولوجيا وتنظيميا وسياسيا-كفاحيا.وأهم هذه العوامل:*
1-التطور الايديولوجي الذي بدأت تشهده فصائل الحركة الوطنيه الديمقراطيه اليمنيه، وخاصه تبلور تيار يساري ناضج داخل التنظيم السياسي للجبهة القوميه.
2-الدورات الحزبيه التي حضرها بعض كوادر الحزب في الداخل والخارج، ودرسوا فيها الفكر الماركسي بطريقة منهجيه تختلف عن الاجتهادات المتباينه التي حكمت طريقة التثقيف في الحزب منذ حركة القومين العرب.
3-عودة بعض الكوادر التي درست في الخارج، وخاصه في البلدان الاشتراكيه، ومعها معارف فكرية وخبرات حزبية ونضالية متقدمة كسبوها من خلال الدراسه والاطلاع والاحتكاك المباشر بتجارب وخبرات اشتراكية متطوره.
4-علاقة الحزب ببعض الاحزاب الشيوعية والديمقراطية العربيه والعالميه، والاستفاده ما أمكن من خبراتها الايديولوجيه والكفاحيه.
5-وفوق كل ذلك عمل العديد من المناضلين على تطوير أنفسهم بروح منفتحه ترفض الجمود العقائدي والتعصب الأعمى، *واستعدادهم الدائم لنقد ذواتهم وتقييم مواقفهم السابقه بما يخدم تطور الحزب نحو موقع الفصيل الاشتراكي العلمي.*
وقد أدى هذا الجدل في ظل التغيرات التي كان يشهدها الوطن اليمني، الي ان تتبلور لدى العديد من المناضلين في منظمات الحزب المختلفه مفاهيم ايديولوجيه وسياسيه صحيحه.
*واكتسب هؤلا المناضلون خبرات نضاليه متزايده، وبذلوا جهودا مضنية في سبيل تصحيح اوضاع الحزب والحفاظ على قواه، وتوسيع قواعده، وتربية كادراته لتلبيه الحاجه المتزايده الي الكوادر القيادية المجربة والتي يفرضها نمو الحزب وتوسيع مهماته، وتمرس العديد من مناضلي الحزب في منظماته المختلفه في الداخل في مجابهة القمع السلطوي الهمجي بروح نضاليه عنيدة وغير هيابه، فتصلب عودهم وكسبوا خبرات نضاليه غنيه.*
*وقد بذلوا تضحيات جسيمة في ظل الارهاب للحفاظ على تواجد الحزب وتماسكه واستمرار نشاطه، وابدى بعض المناضلين بطولات نادره في هذا الصدد، واستشهد بعضهم تحت التعذيب في المعتقلات أو ضغط ظروف الاختفاء الطويل.وواصل العديد من كوادر الحزب حركة الجدل الفكري لنشر فهم صحيح للاشتراكيه العلمية داخل الحزب والاقتراب من فهم الواقع على ضؤ هذه الايديولوجيه، وفي سبيل دحض التحريفيه.وقد تم ذلك في ظل انعدام مصادر التثقيف في الشمال، وفي جو يسوده الارهاب الفكري.*
*وادت كل تلك التطورات داخل الحزب وخارجه الي بروز اتجاه ديمقراطي ثوري الذي بداء بشكل جنيني في أواخر الستينات، ومن خلال الممارسات النضالية مستفيدا من تجربة الحزب والحركة الوطنيه الديمقراطيه بسلبياتها وايجابياتها.وقد ساعدت نشرات الحزب المركزية والفرعيه على تطور هذا الاتجاه ونشر مفاهيمه ورؤاه، وناضل بدأب من أجل ازدياد تأثيره بحيث يشمل الحزب كله قيادة وقواعد، مماساعد على تعميق عملية انتشار ونضج الفهم لهذا الفكرالعلمي الصحيح داخل الحزب ودحض الاتجاه اليساري المغامر في صفوفه.*
*وقد نتج عن ذلك اتخاذ مواقف مهمه اهمها؛*
*اولا-تراجع الحزب عمليا عن ممارسة الكفاح المسلح الذي انتهجه في 72-73م كأستراتيجيه لاسقاط السلطة السياسيه، وبداء يسود فهم صحيح لاشكال النضال المختلفه، ينظرللكفاح المسلح باعتباره شكلا من اشكال النضال السياسي الذي تقر القياده انتهاجه عندما تستدعي الظروف الملموسه القائمه في المرحله المعينه، وتتراجع عنه عندما لايعود ميزان القوى يسمح به.*
وبذلك سقط الفهم الذي يرى أن الكفاح المسلح يصلح استراتيجية لمرحلة كامله يقرها مؤتمر الحزب.
*ثانيا:اعادة ترتيب الاوضاع التنظيميه لمنظمات الحزب في الداخل على أساس انتاجي جغرافي.*
*ثالثا:انتهاج الحزب لخط سياسي جديد ومرن يضمن عودته نسبيا الي معترك النضال السياسي والجماهيري وتعزيز علاقاته مع بقية فصائل الحركة الوطنيه والتقدميه اليمنيه بهدف اقامة الجبهة الوطنيه الديمقراطيه وازدياد فعاليتها، وتلاحم فصائل اليسار كقائد للجبهة وصولا نحو وحدة حقيقية لهذه الفصائل وتحقيق وحدة أداة الثورة اليمنيه.*
*لقد أدي نمو الاتجاه الفكري للحزب وتعاظم تأثيره داخل الحزب الي نمو منظمات الحزب في الداخل والخارج وازدياد فعاليتها.وبرز العديد من الكوادر الذين يتعمق وعيهم وتتراكم خبراتهم النضاليه باضطراط، وتنمو قدراتهم على توظيف ذلك الوعي وتلك الخبرات لصالح قضية الحزب والثورة في بلادنا.وبذل مناضلوا الحزب جهودا جاده لاستيعاب أسس الفكر العلمي ونشره وسط الحزب وخارجه، ولقد كان البرنامج التثقيفي معلما بارزا وانعطافا حاسما نحو تجسيد الالتزام بالنظريه العلمية واستبعاد كافة التيارات التحريفيه اليمينيه واليساريه من مصادر التثقيف في الحزب.ويمكن اعتبار الدورة الثانيه للجنه المركزيه حجز الزاويه في انتصار الاتجاه الفكري العلمي ايديولوجيا ودحض الفكر اليساري المغامر*
وفي هذه الفتره نمى العمل السياسي والتحريضي للحزب من خلال البيانات السياسيه والنشرات الحزبيه *(الحقيقه)*و *(الوطن)* و *(الديمقراطي)* *ولعب الحزب دورا رئيسيا في اخراج الجبهه الوطنيه الدينقراطيه في ج.ع.ي. الي حيز الوجود، واعداد وثائقها والمبادرة الي دفعها نحو ممارسة نشاطها، كما ساهم في ايجاد المناخ الملائم لنجاح توحيد أطراف فصائل اليسار من خلال الاسهام الجاد في الحوارات التي دارت بين هذه الفصائل وتحولت فيما بعد الي لجنة توحيد فصائل اليسار سيرا نحو توحيد أداة الثورة اليمنيه.*
*وعمل الحزب بنشاط في سبيل انتشار التعاونيات كطريق لتحديث الريف وأيصال مختلف الخدمات اليه، والدخول الي مجالات الانتاج الزراعي والحرفي، وتغيير الخارطة الاجتماعيه للريف، وخلق قيادات شعبيه جديدة.كما اسهم الحزب بنشاط في تبني المؤتمرات الشعبية عقب انقلاب11اكتوبر 77م الرجعي، والتي مثلت تحركا جماهيريا واسعا، وعكست قدرة الحركة الوطنيه الديمقراطيه على الوصول الي الجماهير وتوسيع فاعدة المعارضه ضد النظام الرجعي.*
وبالرغم من التطورات الايجابيه داخل الحزب، الا ان ازمته العامه وبالذات الازمه القيادية جعلته عاجزا عن تنفيذ المهام النضاليه المختلفه في ضل الظروف السياسيه المتغيره، مما يبين بوضوح التناقض بين المنطلقات النظريه ومتطلبات النضال في ضؤ حقائق الواقع الملموس.
يتبع5