الرفيق عبدالله محمد خالد الحسامي

فوزي العريقي 2019/5/28م الرفيق عبدالله محمد خالد الحسامي مازال هناك الكثير من المناضلين المنسيين , قد يكونوا مخلدين في الذاكرة الجمعية , كقيم نضالية وفكرية , ومواقف مبدئية لاتساوم , لكن كل ذلك لايكفي ؛ ما أحوجنا إلى المساهمة في إعادة كتابة تاريخ اليمن المعاصر , مع إثبات الدور الفاعل والمساهمات التي قدمتها القوى الحية الفاعلة , في الجانب النظري الفكري والنضال اليومي .. نشر الرفيق Abdul Rakeeb Mohammed Kassim , في حسابه بالفس المنشور الآتي عن الرفيق الشهيد عبدالله محمد خالد الحسامي . الشهيد عبدالله محمد خالد الحسامي " عبد الجبار " * كتبها: عبدالرحمن عبدالله خالد "عبدالسلام الحسامي " * أعدها للنشر: الصوفي/ سعيد المخلافي • ولد الشهيد "عبدالجبار الحسامي" عام 1954م في قرية مهلهل عزلة بني الحسام ، شرعب الرونة، توفي والده بينما كان " عبد الجبار" وهذا اسمه التنظيمي لم يكن قد تجاوز سن الرابعة من عمره ،وكان وأحداً من بين خمسة إخوة ؛ إثنين ذكور وثلاث إناث وكافحت والدته التي ترملت وهي لا تزال في سن مبكرة من أجل تربيته وأخيه الأكبر وأخواتهم الثلاث ، في ظل أوضاع شديدة الصعوبة والقسوة ، ولعدم وجود مدرسة قريبة من موقع سكن الأسرة دفعت الأم بإبنها الصغير للإلتحاق بالتعليم بمدرسة النور الإبتدائية بعزلة الزوحة مديرية شرعب السلام ، وظل الطفل عبدالله يتسلق الجبال ويقطع الأودية ويمر بالعديد من القرى والطرق والأزقة الضيقة وهو حاملاً حقيبته المدرسية على ظهره ذهاباً وإياباً إلى المدرسة كل يوم طوال أيام الأسبوع ما عدا الجمعة .وبعد حصوله على شهادة المرحلة الإبتدائية ونظراً لعدم وجود المدارس الإعدادية في شرعب حينها قرر الإنتقال للدراسة في مدينة تعز ولم تستطع والدته الفقيرة التي كانت تكد وتكدح في الأرض من أجل تربية أولادها الإيتام أن تقاوم رغبة صغيرها المتطلع للعلم والمعرفة فوافقت على انتقاله إلى مدينة تعز لمواصلة دراسة المرحلة الإعدادية. • بعد نيل شهادة الإعدادية في مدينة تعز قرر الشاب عبدالله محمد خالد الالتحاق بالمدرسة الفنية بصنعاء قسم الهندسة المدنية ولتفوقه الدراسي ونشاطه الواسع بين زملائه الطلاب وحبه للقراءة والإطلاع الواسع تم استقطابه لعضوية الحزب الديمقراطي الثوري اليمني ، وحمل اسم " عبد الجبار" كإسم تنظيمي وتدرج في المراتب الحزبية حتى وصل لمرتبة قيادية وتحمل مسؤولية النشاط الحزبي في المدرسة الفنية ، ونظراً لنشاطه الحزبي المتميز بين الطلاب اكتشف سره عملاء جهاز الاستخبارات فقاموا بالتبليغ عنه فتوجه أحد كبار ضباط جهاز الاستخبارات المسمى حينها " الجهاز المركزي للأمن الوطني " إلى المدرسة لإعتقاله ولحسن حظه أن ضابط الاستخبارات المكلف باعتقاله لم يكن يعرفه شخصياً فقابله بالصدفة في بوابة المدرسة وسأله عن عبدالله خالد فأرشده إلى داخل المدرسة وخشي من أن يكتشف سره جنود الاستخبارات الذين قاموا بإغلاق باب المدرسة فتسلق السور وامتطى إحدى الأشجار القريبة من سور المدرسة وأختبأ بين فروعها الكثيفة وظل يراقب الوضع حتى غادر ضابط الاستخبارات " محمد رزق الصرمي " المدرسة مع جنوده دون أن يعثر عليه ، وبعدها أنتقل الرفيق " عبد الجبار " إلى إحدى المنازل السرية التي كان يعرفها وقام بإبلاغ الرفاق بالحادثة وحذرهم من البقاء في الأماكن التي قد تكون مرصودة من قبل أجهزة الاستخبارات وطلب منهم تغيير أماكنهم وكان منهم بعض القيادات الحزبية التي تم اعتقالها فيما بعد ولا تزال حتى الآن مخفية ولم يكشف نظام صالح عن مصيرهم حتى بعد قيام الوحدة اليمنية عام 1990، وإعلان التعددية الحزبية والسياسية. • على إثر عملية الملاحقة من قبل جهاز الاستخبارات في صنعاء ، قرر الشهيد عبد الجبار الاختفاء عن الأنظار والانتقال إلى مدينة تعز والاختفاء في إحدى المنازل الحزبية بمدينة تعز حتى منتصف العام 1979، ومارس خلالها نضالاً سرياً ككادر حزبي ضمن منظمة الحزب بتعز. • في منتصف العام 1979م انتقل الرفيق عبد الجبار بمعية الرفيق الشهيد قائد قاسم سعيد " عبدالحكيم "والرفيق الفقيد عبده سيف فرحان "أشرف" إلى شرعب واستقر في منطقته بني الحسام ، وقام بترتيب وضعه الحزبي ضمن قيادة منظمة حزب الوحدة الشعبية " حوشي " في شرعب وشارك بالإضافة إلى نشاطه الحزبي ، في الأنشطة السياسية والثقافية والعسكرية في صفوف الجبهة الوطنية الديمقراطية. • في نهاية العام 1980م انتقل الشهيد عبد الجبار إلى عدن حيث حصل على منحة لمواصلة دراسته للهندسة في الاتحاد السوفيتي، غير أنه بعد ان قضي عام واحد في دراسة الهندسة قرر أن يغير التخصص لدراسة الأدب الروسي ، الذي كان شغوفاً به كثيراً. • في العام 1985م عاد بعد أن انهى دراسته للأدب الروسي ، إلى مدينة عدن ولأن الأوضاع في عدن كانت حينها متوترة بين الرفاق فقرر العودة إلى تعز مستفيداً من قرار سابق للحزب عقب اتفاق تعز بين سلطتي النظامين في الشمال والجنوب ، الزم منظمة الحزب في شرعب وقيادة الجبهة الوطنية الديمقراطية بإيقاف العمل العسكري والدخول في حوار مع السلطة عبر ممثيلها في المنطقة والمحافظة ، وتم سحب العديد من المقاتلين إلى المعسكرات في الجنوب ، حيث التحق العديد منهم في المدارس والكليات العسكرية وترك الخيار لمن أراد البقاء وتسليم نفسه لسلطات النظام عبر نافذين معروفين، بشرط ضمان عدم الإضرار بنفسه ورفاقه ، فقرر الرفيق عبد الجبار العودة بالتنسيق مع أحد النافذين المعروفين ، وتمكن من الحصول على وظيفة باعتباره مهندساً في مبنى المحافظة. وعلى الرغم من الظروف والتحولات العميقة التي أحاطت بنشاط الحزب واستقرار نظامه وخاصة بعد أحداث 13 يناير 1986 ظل الرفيق عبد الجبار متمسكاً بمبادئه ومحافظاً على علاقاته الرفاقية ، حتى ضاقت به دوائر الاستخبارات فتم اعتقاله في العام 1987م من قبل ضباط ما كان يسمى بالأمن الوطني (الأمن السياسي لا حقاً ) وتم احتجازه والإعتداء عليه جسديا في أحد سجون قسم الشرطة بمدينة تعز ، وقاموا بانتزاع إحدى عينيه بعد أن يأسوا من إخضاعه لرغباتهم. • عند قيام الوحدة اليمنية عام 1990 والتي كانت أحد الأهداف السامية التي ناضل في سبيل تحقيقها الشهيد عبد الجبار، انخرط الرفيق عبد الجبارالحسامي بنشاط وفعالية لإعادة ترتيب الأوضاع الحزبية واستقطاب أعداد كبيرة من الشباب لعضوية الحزب الاشتراكي اليمني. • في العام 1992م ، تم انتخابه سكرتيراً ثانياً لمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني في مديرية التعزية. • استشهد يوم 21 مايو 2015 برصاصة قناص في حي مبنى المحافظة بمدينة تعز أثناء المواجهات بين رجال المقاومة من جهة وقوات صالح والحوثي من جهة أخرى. ودفن جثمانه الطاهر في مقبرة الشهداء بتعز . • كان للرفيق عبد الجبار الحسامي صفات نضالية وأخلاقية كثيرة ميزته وجعلته أكثر تأثيراً سواء مع رفاقه في الحزب أو مع الجماهير بصفة عامة فقد كان مثقفاً ملتزماً بالقضايا الوطنية والإنسانية ، كما كان قارئاً جاداً ومحاوراً فذاً ، وكريماً في العطاء ومتعاوناً مع الغير بدون حدود ، ومحباً للأرض وملتصقاً بها. • ترك الشهيد عبدالله محمد خالد الحسامي " عبد الجبار "بعد رحيله أسرة مكونة من ستة أفراد أربعة أولاد وبنت وزوجة. #كتابات جديدة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفقيد المناضل / فهد عبدالعزيز احمد السماوي

الحزب الاشتراكي اليمني.. التأسيس والنشأة

الفقيد المناضل / عبدالحميد احمد عبد الجنيد

الفقيد المناضل / عبدالخالق احمد الصيادي

المناضل الشهيد جار الله عمر

الحاج عبدالقوي عثمان وقصته مع محمد خميس رئيس جهاز الأمن الوطني

عبدالحميد الشعبي

احمد عبده ناشر العريقي.. الداعم الأول والأكبر للأحرار والثوار في اليمن

الشهيد المناضل / محمد مهيوب الوحش .. مرعب الاعداء والملكيين

المناضل : محمد ناصر العنسي ( امين)