من تاريخ الحركة الوطنية الديمقراطية 7-2
من تاريخ الحركة الوطنيه الديمقراطيه.
--------------
*الوثيقة النقديه أمام تجربة الحزب الديمقراطي الثوري اليمني.*
7-2
-----------؛؛---
عرض/عبدالجليل عثمان الاكحلي
-------------؛-
*تأسيس الحزب الديمقراطي الثوري اليمني*
*والمهام الجديده التي طرحت أمامه 68-1971م.*
--------------
*لقد حدث في فرع حركة القومين العرب في الشطر الشمالي من الوطن تغيرات فكرية وسياسية وتنظيمية، أدت في النهاية الي القطيعة مع القيادة المركزية للحركة.وقد لعبت عدة عوامل في حدوث تلك التغيرات، اهمها: ضعف البرجوازيه اليمنيه في ذلك الوقت وسيادة الانتماء الاجتماعي الكادح لمناضلي الفرع، وخوضهم نضالات مستمرة مع الشعب من أجل أهداف وطنيه وديمقراطيه ملحة وأكثر واقعية من الاهداف العامه للحركة مركزيا مما ادى الي تراجع الفكر القومي وانتشار افكار الاشتراكيه وقد مر التحول من فرع الحركه الي حزب ديمقراطي ثوري بعدة معالم أهمها:-*
1-في عام1964م بدأت الخلافات تظهر بين فرع الحركه في اليمن والقيادة المركزية.
2-في عام1966م قطع فرع الحركه في اليمن علاقاته التنظيميه مع الحركة مركزيا.
3-في عام67م أعلن فرع الحركه التزامه بالاشتراكيه العلميه.
4-في عام68م عقد اجتماع موسع في (جبله) اكد على الانفصال التنظيمي عن الحركه وقرر عقد مؤتمر عام للفرع.
*ان مجمل التغيرات التي شهدها الفرع وتأثيراتها قد أسهمت في أعداد معظم كوادره معنويا لنقلة جديدة تجسدت في المؤتمر الذي انعقد في يونيو68م، والذي وقف أمام القضايا الهامة والخطوة التي حددت مسار عمله النضالى في المستقبل تنظيميا وايديولوجيا وسياسيا.وقد تمخض المؤتمر عن النتائج التالية:-*
1-ادانة الحركة القوميه ايديولوجيا وتنظيميا وسياسيا.
2-اعلان تأسيس الحزب الديمقراطي الثوري اليمني.
3-الالتزام بالماركسيه اللينينيه كأيديولوجيه للحزب.
5-الخروج ببرنامج سياسيي ونظام داخلي للحزب.
5-اقرار استراتيجية حرب التحرير الشعبيه والاعداد لها بغية اسقاط السلطه.
*وعندما نحاكم النقله من فرع حركة القومين العرب الي حزب ديمقراطي ثوري يمني تبرز امامنا القضايا الاساسيه التاليه:-*
اولا-لقدكان تأسيس الحزب اول انفصال لفرع عن الحركه ساهم في سقوط فكرها على طريق الاقتراب من مواقع الاشتراكيه العلميه.
ثانيا-كان الحزب اول فرع لمنظمة قوميه في اليمن يقر الالتزام بالفكر الماركسي، فكان وجوده خطوه ضرورية وهامة اسهمت في التحولات الايجابيه التي شهدتها حركة التحرر الوطني اليمنيه شمالا وجنوبا.
ثالثا-بالرغم من الادانه التي خرج بها المؤتمر للحركة القوميه ولتوجهها الايديولوجي وهيكلها التنظيمي وطابع نشاطها السياسي فأن الممارسه العملية للحزب الجديد بينت أن هذه النقله لم تكن أنعطافا نوعيا حاسما نحو حزب طليعي .أذلم يجري أعداد جدي في أطار التنظيم السابق لهذه النقله ولم تشهد صفوفه عمليه جدل عميق بحيث يشكل التوجه الجديد دافعا محركا لنضال جميع الاعضاء.
رابعا-ان القياده التي خرج بها المؤتمر التأسيسي للحزب لانجاز التحول الجديد كانت قيادة التنظيم القومي السابق مضافا اليها عناصر قياديه جديده ولم تكن القيادة الجديدة بكاملها مستوعبه لمعضلات ومتطلبات ذلك التحول ايديولوجيا وسياسيا وتنظيميا.
خامسا-عجزت تلك النقلة عن استيعاب الفصائل والعناصر الماركسيه خارج الحركه والتي كان يمكن الاستفاده من خبراتها في حياة ونضال الحزب الجديد.وكان لذلك العجز اسباب ذاتيه وموضوعيه.
سادسا-لقد ولد الحزب الجديد وهو يحمل بذور المغامرة.فنتيجة لعدم امتلاكه الفهم الماركسي اللينيني الصحيح وتأثره بالافكار اليساريه المغامرة الرائجة انذاك، أقر حرب التحرير الشعبيه كأستراتيجيه للاستيلاء على السلطه في وقت يوفر الظرف الموضوعي شروط الانتفاضه.
*لقد كانت احداث أغسطس68م اختبارا قاسيا للنقله التاريخيه النوعيه التي كان ينتظر أن يحققها المؤتمر التأسيسي للحزب، ونتج عن تلك الاحداث نكسه خطيرة أدت الي تحول الحزب من حزب فعال يشارك في مجرى العمل السياسي والكفاحي في البلاد، الي حزب مضروب منهك، يعمل في ظروف قمعيه قاسيه.وتميزعمله بالتراجع لأعادة ترتيب أوضاعه، وانتهج سياسة صامته ازاء اجراءات السلطه الرجعيه، وعمل على الابقاء على نشاطه في المؤسسات الجماهيريه بشكل سري.وركز على المطالبه بالافراج عن المعتقلين السياسين والتقارب مع الفصائل الوطنية الاخرى ودعوتها لتشكيل جبهه وطنيه.*
*المؤتمر الاستثنائي الاول.*
-------------
بعد الافراج عن كثير من المعتقلين الحزبيين وتحسين الاوضاع التنظيميه للحزب واستعادة النفس نسبيا *اخذت كوادر الحزب تقيم الاوضاع من جديد وتناقش أزمة الحزب والعمل الوطني ككل وتبحث عن حلول لها.أخذ اعضاء الحزب يستعجلون عقد مؤتمر حزبي يحسم الكثير من القضايا التي تواجهه في الظروف التي استجدت بعد احداث اغسطس68م وبدلا من عقد مؤتمر عام، عقدمؤتمر استثنائي دون أعداد مسبق يجري خلاله جدل فكري عميق لفهم الفكر الاشتراكي العلمي فهما صحيحا ومعالجة قضايا الحزب على ضوئها، ورسم خطوط عمليه مبنيه على فهم دقيق لمشكلات الواقع والحركه الوطنيه، وذلك ماكان مطلوبا بألحاح.*
*حيث عقد المؤتمر الاستثنائي الاول عام70م في وقت كان فيه الحزب يعيش حالة ارتباك فكري وتنظيمي وفي ظل قيادة غير منسجمه،الامر الذي عكس نفسه على المؤتمر وقراراته.*
1-خرج المؤتمر ببرنامج سياسيي ونظام داخلي وكلف اللجنه المركزيه بصياغة برنامجين للعمل في صفوف الفلاحين والطلاب ومع التسليم بأهمية وجود الوثائق، فأنزلت دراستين احدهما حول الاستراتيجيه والاخرى حول التكتيك، الا ان تعددها قد خلق بلبلة وغموضا لتداخل قضايا الاستراتيجيه والتكتيك في تلك الوثائق.
2-خرج المؤتمر بتحديد خاطي لطبيعة المرحلة التي تمر بها الثورة في الشطر الشمالي بالقول *(أن الثورة في الواقع اليمني في المرحله الراهنه هي ثورة وطنيه ديمقراطيه شعبيه)* وبذلك وضع بلادنا على مقربه من الثورة الاشتراكيه، التي تمثل تلك المرحله احد اشكال الانتقال اليها.
*وكان المفترض تحديدطابع المرحله بأنها مرحله الثورة الوطنيه الديمقراطيه.*
3-كرس المؤتمر الاستثنائي الاول ماكان قد وقع فيه المؤتمر التأسيسي من خطاء فكري وسياسي بتأكيده على حرب التحرير الشعبيه لا كشكل تكتيكي بل كأستراتيجيه لمرحله كامله، ممايدل على تعمق الافكار اليساريه المغامره التي رافقت الحزب منذتأسيسه.
*لقد خلق تعمق الافكار اليسارية المغامره، والتركيز على قضية حرب التحرير الشعبيه المنطلقه من الريف ظاهرة الجمود العقائدي، والاستخفاف بالعمل السياسي والنضالات المطلبيه مما أفقد الحزب الصلة بالجماهير، وعزله عن نضالاتها، وتركه يلهث وراء مبادراتها العفويه، بالرغم من أن ظروف المرحلة كانت قابلة للقيام بسلسلة من النضالات المطلبيه والسياسية.يدل على ذلك نجاح العمال بقيادة اعضاء الحزب في اسقاط الاتحاد الاصفر الذي اقامته الدوله ليكون بديلا عن المؤسسه الشرعيه للطبقه العامله:*الاتحاد العام لعمال اليمن،* *وتأسيس الحزب للعمل التعاوني وعمله من أجل تطوير التعاونيات لتكون طريقا لتغيير ملامح الريف اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا،*
*وكذلك قيادة الحزب لسلسله من المظاهرات والتحركات الجماهيريه كمظاهرة أول مايو70م، ومسيرة أول مايو71م، ومظاهرة21يوليو 71م التي أسهمت في اسقاط حكومة النعمان، وتوجهه نحو أعادة بناء المؤسسات الجماهيريه العماليه والطلابيه وفي خلال هذه الفتره أصدر الحزب بعض المنشورات والبيانات.*
[٩/٩ ١٢:٤٧ م] +967 777 752 205: من تاريخ الحركة الوطنية الديمقراطية.
--------------
*الوثيقة النقديه امام تجربة الحزب الديمقراطي الثوري اليمني.*
المقره في مؤتمره الاخير اواخر78م.
--------------
عرض/عبدالجليل عثمان الاكحلي.
--------------
7-3
*الحزب من الجمود الي اليسار المغامر71-73م.*
--------
لم يكن من الغريب أن تستفحل أزمة الحزب في هذه الفترة التي تفجرت فيها خلافات على اكثر من مستوى داخل الحزب، أهمها الخلافات الحاده في اللجنه المركزيه وأمانتها العامه.فقد برز تناقض حاد بين النظريه التي تمثلت في قرارات المؤتمر الاستثنائي الاول وظروف الواقع الملموس الذي اثبتت خطاء تلك المنطلقات النظريه.فلقد كان من المفروض أن تكون أولى مهمات القيادة التي انتخبها المؤتمر الاعداد لحرب التحرير الشعبيه، واعداد الحزب لها والمباشرة في ممارستها لكن هذه القياده قد عجزت عن تحقيق المهام التي حددها المؤتمر بسبب قصورها الذاتي، واصطدامها بالواقع الملموس الرافض للتشكل وفقا للرغبات الذاتيه.
*وفي هذا الوقت كان تيار اليسار الانتهازي المغامر في التنظيم والسلطه في الشطر الجنوبي من الوطن والذي ضرب في 26يونيو78م قد أخذ يلعب دورا بارزا ويقوم بأجراءات سياسية واقتصاديه واجتماعيه تتميز بالفوضويه والقفز فوق الواقع وحرق المراحل، مما أدى الي الاضرار بمصالح الطبقات الحليفة كالفلاحين والبرجوازيه الصغيرة، وتشويه سمعة النظام التقدمي خارجيا.وقدعكس هذا النهج نفسه على الحزب، وقيادتة بشكل خاص في ظل انتشار الافكار اليسارية المغامرة في الحزب وضعف الاتجاه الاشتراكي العلمي فيه وقساوة أوضاعة الداخلية وصعوبة ظروف المرحلة وتحولها الي اتجاه عام ساد فيه تجلى في ممارسات الحزب النضالية. ففي أوائل السبعينات تم دفع العديد من كوادر ومناضلي الحزب للقيام بعمليات مسلحة قبل اتخاذ قرار البدء فيها من قبل اللجنه المركزية. وفي اجتماع اغسطس72م للجنه المركزية اتخذ العديد من القرارات بالاغلبية، كان أهمها أقرار المجابهة المسلحة وتشكيل منظمة جيش الشعب الثورري* كجناح عسكري للحزب *والدعوة لأقامة جبهة وطنية على أساس الكفاح المسلح.* ومن ناحية اخرى أقر في هذا الاجتماع التحضير لعقد مؤتمر عام يقف أمام أزمة الحزب بمختلف مظاهرها ويستجيب لمتطلبات الثورة في مرحلتها الراهنة. وقد *حددت اللجنه المركزيه في هذا الاجتماع موضوعات المؤتمر على النحو التالي:-*
1-تقرير اللجنه المركزية.
2-التحليل السياسي.
3-البرنامج السياسي للحزب.
4-تعديلات على النظام الداخلي.
5-م البرنامج السياسي للجبهه الوطنية.
6-م النظام الداخلي للجبهه الوطنيه.
7-دراسة عن اوضاع الحزب.
وحدد في هذا الاجتماع ايضا طريقة أختيار المندوبين الي المؤتمر على أساس الانتخاب في المدن والتعيين في الارياف.
*ولكن سيادة الاتجاه اليساري المغامر في الحزب قد حال دون تنفيذ تلك القرارات الهامة.ولم تتم عملية التحضير للمؤتمر*
وفيما بعد فوجى الجميع بتحديد زمان ومكان المؤتمر قبل أنجاز كتابة الوثائق وانزالها للمناقشة في منظمات الحزب بالمحافظات، ولم تقدم تلك الوثائق حتى الى المؤتمرنفسه، بل قدمت ثلاث مداخلات شخصية لاتمت بصلة الي قرارات اللجنه المركزية. ولم تنتخب بعض منظمات الحزب مندوبيها الي المؤتمر بالطريقة التي حددتها ل .م .
كمالم تتولى التحضير للمؤتمر أية جهة محددة لا اللجنه المركزية ولا لجنه مختاره لهذا الغرض.
*وتوترت الاجواء السياسية في منتصف فبراير72م على أثر مقتل الغادر، حيث أستغلت قوى الاقطاع هذا الحادث لتوتير الاجواء، وعملت القوى الرجعية والامبرياليه على دفع الشمال باتجاه المواجهة مع الجنوب، مقدرة ان الحرب اذا لم تستطيع ان تقضي على النظام التقدمي في الجنوب فهي ستضعفه حتما وستشغله عن تنفيذ خططه وتثبيت اركان تجربته، وأن أجواء الحرب هي الظرف الملائم لتصفية الحركة الوطنية في الشمال والتي تشكل بتحالفها مع الثورة في الجنوب مصدر تهديد للمخططات الامبريالية والرجعية في المنطقة، ولذلك شنت السلطة الرجعية في الشمال حملة اعتقالات وأرهاب واسعة استهدفت الحركه الوطنيه الديمقراطية في الشمال، وخاصة الحزب الديمقراطي الثوري اليمني..وفرضت حالة من الحصار الاعلامي زالاقتصادي ضد النظام التقدمي في الجنوب.وكانت بعض قوى السلطة ترى الاكتفاء في البداية بالحصار الاعلامي والاقتصادي وتنظيم عمليات التخريب المسلحة من الخارج وترتيب عمليات مدروسة للتخريب الاقتصادي والاداري من الداخل، ومواصلة حملة الارهاب والملاحقة ضد اليسار في الشمال، حتى يسقط النظام أو يصبح عرضة للسقوط بسهولة من جراء ضربه سريعه لاتكلف وقتا،ولاتحتاج الي تضحيات كبيرة. الا أن القوى الرجعية المتطرفة قد أخذها حماسها الي المراهنة على أسقاط النظام التقدمي من خلال الدخول معه في مجابهة شاملة سريعه بدون أي ابطاء.وهذا هو الرأى الذي ساد فيما بعد.*
وفي الوقت نفسه انتشرت تنظيرات (اليسار الجديد) في المنطقة العربية، والقائلة بأن الظروف مهيأة لخوض نضال عنيف ضد القوى المعادية، وأن الجزيرة العربية مؤهلة لأن تصبح فيتنام جديدة متى بادرت المنظمات (اليساريه الجديده)وخاصه الخارجه من حركة القومين العرب لاستخدام العنف المسلح، وان القوى المعاديه ضعيفه وستسقط بسهوله.
*وفي هذه الملابسات بدأت بعض العناصر القيادية تدفع مناضلي الحزب للقيام بعمليات مسلحة في المناطق الريفية المتأخمه للاطراف، كمقدمه لتنفيذ الخطاء الذي وقع فيه المؤتمر التأسيسي والمؤتمر الاستثنائي الاول بأعتماد حرب التحرير الشعبية استراتيجية للوصول الي السلطة، بطريقة فكرية تجريدية لا تاخذ الظروف الملموسه في الزمن المحدد.*
*وكانت حرب 26سبتمبر72م، التي شنها النظام الرجعي في الشمال بدعم من الرجعيه السعوديه والامبريالية الامريكية ضد النظام الوطني الديمقراطي في الجنوب هي الذروة التي وصلت اليها الحمله المحمومه ضد هذا النظام، وهي الدليل الفعلي على سيادة رأى القوى الأكثر تطرفا في السلطة في صنعاء. لكن الحرب قد فشلت بتظافر عدة عوامل أهمها:-*
1-صمود النظام التقدمي في الجنوب والتحامه بالجماهير في معركة الدفاع عن الثورة وعن النظام الجديد.
2-التحرك السياسي الواسع التي قامت به الحركة الوطنيه الديمقراطيه في الشمال رافعة شعار رفض الاقتتال بين اليمنيين.
3-العمليات المسلحة التي شنها مقاتلوا منظمة جيش الشعب الثوري ومنظمة المقاومين الثوريين ضد الحملات العسكرية القادمه من الشمال وخطوط امدادها.
4-الدور الي لعبه رفاقنا داخل الجيش في الشمال وخاصه العمل على اقناع الجنود بأن هذه الحرب لايستفيد منها الا أعداء الشعب اليمني مما قاد الي رفض جماهير واسعه من الجنود والضباط لهذه الحرب، وبالتالي هبوط معنوياتها تحت ضغط شعورها بأنها قاتلت من اجل حماية ثورة سبتمبر من اعتداءات ومؤامرات الرجعيه السعودية والامبريالية العالميه،وانها الان تقاتل تحت راية نفس القوى التي قاتلت ضدها منذ سبتمبر62م.
5-رفض جماهير واسعه من المواطنين لهذه الحرب وشعورهم بأنها حرب عدوانية تشنها قوى الارتزاق والعماله مدفوعة من اعداء الشعب اليمني الذين اقتطعوا جزءا من ارضه عام1934م، وعملوا على منعه من التحرر من ظالميه ومستغلية في48م و55م وشنوا ضده بعد ثورة سبتمبر حرباضروسا لازال يعاني منها الأمرين.
*وفي ظل تلك الاوضاع السياسيه انعقد المؤتمر الاستثنائي الثاني للحزب في 2ديسمبر72م والتي ضلت قواعد الحزب تنتظر نتائجه بقلق، وتتوقع ان يقف بجديه أمام المعضلات الكفاحية التي تنتصب أمام الحزب وخاصه امام أزمته، والخروج بالحلول الصحيحه والمبدئيه لها، وبالرغم من الفترة الزمنيه الطويله لانعقاده، فقد خرج بوثيقتين فقط هما التعميم الداخلي والبيان العلني الصادرين عن المؤتمر.وقد شملتا قضايا وقرارات عديده أتسمت بطابع سلبي اكثر منها ايجابي.وكان يفترض ان تكون أولى مهمات المؤتمر عند تحليل الازمة الداخليه للحزب، وازمة الحركه الوطنيه الديمقراطيه، أن يبرز بشكل واضح مظاهر تلك الازمة أيديولوجيا وتنظيميا وسياسيا. بالرغم من أيجابية بعض أطروحات وقرارات المؤتمر كالتاكيد على استبعاد الكتب التحريفيه الترتسكيه (وكتابات جارودي وفانون) من مصادر التثقيف في الحزب وتلمسه بعض الجوانب النضاليه لازمة الحركه الوطنيه الديمقراطيه، فأنه لم يخرج بأطروحات وقرارات صحيحه واضحه وملزمه تلامس بعض جوهر ازمة الحزب.يدلل على ذلك.:-*
1-لم يقر المؤتمر أية وثيقة من المداخلات الثلاث والتي كان اهم استنتاجاتها ضرورة ممارسة الكفاح المسلح للخروج من أزمة الحزب، وأن اختلفت فيما يتعلق بقضايا الاعداد والكيفيه والتوقيت.
2-لم يخرج بأهم وثيقه تحدد مسيرة الحزب الكفاحيه:البرنامج السياسي.
3-لم يخرج المؤتمر بنظام داخلي للحزب، وأنما أحاله الي اللجنه المركزيه للنظر فيه.
4-أقر المؤتمر بشكل غير علمي بوجود عناصر يمينيه وتيار يساري نامي في الحزب وأغفل سيادة الاتجاه اليساري المغامر فيه.
5-أخطاء المؤتمر بأنتخاب أعضاء في اللجنه المركزيه لايعدون أعضاء في الحزب وفقا لأحكام النظام الداخلي، ولاتربطهم بالحزب أية صلة، عداء العواطف.
6-غياب التحديد الصحيح لمواقف الحزب أزاء جملة من القضايا النظرية لحزب يلتزم بالفكر الاشتراكي العلمي. فقد حدد بشكل خاطي طابع العصر الراهن وبشكل غامض قوى الثورة العالمية، كما أتخذ موقفا انتهازيا من الخلافات في الحركة الشيوعيه والعماليه العالميه.
*وكانت من أهم مهمات المؤتمر تحليل طابع المرحله وقواها، وتحليل الوضع السياسي القائم أنذاك، وتحديد مهام ومواقف الحزب.*
*لقد كانت الظروف العامه تتطلب أن يتخذ الحزب أما منفردا أو بالتظافر مع القوى الوطنيه الديمقراطيه موقفا أزاء الهجمه الرجعيه الامبريالية ضد النظام التقدمي في الجنوب وردا على القمع الهمجي الموجه ضد الحركه الوطنيه الديمقراطيه في الشمال وضد الحزب خاصه، وكانت السياسة القمعية للسلطه وانعدام ابسط الحريات الديمقراطيه تدفع الحزب بأتجاه الحماس لخوض الكفاح المسلح. الا ان العمليات المسلحه التي مورست في تلك الفترة لم ينظر لها كعمل تكتيكي يقتضيه الظرف التاريخي الملموس انذاك، تقرر القياده خوضه وتحدد له أهداف تكتيكيه معينه تتناسب وطبيعة الظرف الموضوعي القائم، وتوازن القوى يمنيا وعربيا وعالميا، بل تحمس الاتجاه اليساري المغامر لمارسة الكفاح المسلح كأستراتيجيه للثورة في مرحلتها الراهنه يقرها مؤتمر للحزب وبالتالي يوجه كل امكانياته وقواه لخوضها تنفيذا لقرار المؤتمر الملزم للجميع بصرف النظر عن الاوضاع السياسيه في المنطقه وتبدلاتها وتعقيداتها.*
*كانت تلك هي النتائج التي خرج بها المؤتمر الاستثنائي الثاني والتي قادت الي دفع الحزب لقواه في معركة غير مدروسة، وقادت الي معالجة الاخطاء بالاخطاء وحسم قضايا النضال بنوع من التسرع والارتجالية، مما أدى الي الاضرار بالحركة الجماهيرية والعودة بمسيرتها خطوات الي الخلف، وشغلت الحزب لسنوات في ترميم أوضاعه واستعادة أنفاسه.*
*لقد كان لفشل حرب26سبتمبر 72م في تحقيق المطامح والاهداف التي حددت لها، أثر بالغ في تعميق أزمة النظام الاقطاعي في الشمال واستفحال التعارضات الكامنة بين الاجنحة المختلفة في السلطة السياسية.وقد أدى هذا الفشل الي توقيع اتفاقية القاهرة في 28 اكتوبر72م، وفيمابعد بيان طرابلس. ورغم ان المؤتمر الاستثنائي الثاني للحزب قد انعقد بعد توقيع أتفاقية القاهرة، فأن المؤتمر لم يستطيع التقاط ذلك الظرف السياسي بشكل صحيح وناضج، بل عمد الي تفسير الاتفاقيه بطريقة ذاتية تعكس التفكير اليساري المغامر السائد انذاك.يؤكد ذلك القرار المتناقض حول اتفاقية الوحدة الصادر عن المؤتمر.كما أن اللجنه المركزية لم تقف أمام بياني طرابلس والجزائر وتتخذ التكتيكات المناسبه ازائهما مما جعلها في ممارساتها بعيدة عن التقاط الظرف السياسي والتعامل معه بجدية.ولقد أدى تجاهل قيادة الحزب للضرورات التي يقتضيها الاتجاه نحو الهدنة وأيقاف الحرب بين الشطرين، وبفعل التأثير غير المباشر لتيار اليسار الانتهازي المغامر في الجبهة القوميه، الي الاستمرارفي خوض معارك خاسرة في ظل غياب الامكانيات السياسيه والعسكريه.وفي هذه الظروف تمكنت السلطة في الشمال من توجيه ضربات قاسيه ودموية للحركه الوطنيه في الشمال والحزب بشكل خاص. وكانت النتيجة لهذا الموقف السياسي الخاطئ العاجز عن ادراك حقائق الواقع، أن فقد الحزب العديد من مناضليه الذين سقطوا ضحايا الارهاب الهمجي للسلطة في الشمال، كما فقد العديد من مواقعه في المدينة وخاصه في المؤسسات ذات التأثير القوي على افاق نضالات الحزب والحركه الوطنيه الديمقراطيه اليمنية عموما. ورغم ذلك تمكن الحزب أثنا الكفاح المسلح من توسيع تواجده في بعض المناطق الريفية او دخول مناطق جديدة، وتشكيل منظمة عسكريه يمكن تطويرها وجعلها خاضعه للحزب وبالتالي استخدامها وفقا لمتطلبات النضال.كماكان من نتائج العمليات المسلحه الحد من الاستغلال الاقطاعي للفلاحين في بعض المناطق كتخفيض ايجارات الارض، والحد من هيمنة القوى الاقطاعيه على الفلاحين.*
*وحين نتعرض لتقييم تجربة الكفاح المسلح في72-73م فأننا لانقصد اطلاقا ادانة رفاقنا الذين اخذوا يحملون السلاح، او مصادرة تضحياتهم ونضالاتهم التي وصلت حد بذل النفس والتضحيه بها، فتلك أمجادنا ومفاخرنا، ومفاخرتاريخ شعبنا ومشعل يضئ لنا طريق النضال من اجل انعتاق شعبنا من ربقة الاستغلال والتخلف وصولا الي بنا يمن ديمقراطي موحد وسعيد. ولكننا نقوم بتقييم اتجاه فكري وسياسي خاطئ، قاد الي الاضرار بالحزب، من خلال الخلط بين القضايا الاستراتيجية والتكتيكيه، ورفع قضايا التكتيك الي مستوى الاستراتيجية، وزج المؤتمر في القضايا التفصيلية التي هي من صلب عمل القيادة وأهمال النضال المطلبي والتحريضي السياسي والايديولوجي.*
يتبع4
[٩/٩ ١٢:٤٧ م] +967 777 752 205: من تاريخ الحركة الوطنية الديمقراطية اليمنية.
-------------
*الوثيقة النقديه امام تجربة الحزب الديمقراطي الثوري اليمني.*
المقره في مؤتمره الاخير في اواخر78م.
--------------
عرض/عبدالجليل عثمان الاكحلي.
------------
7-4
*الحزب في مرحلة المراجعة الجاده.*
73----78م.
----------؛-؛؛
عاشت الحركة الوطنية في شمال الوطن، والحزب بشكل خاص، اوضاع تتسم بالارهاب والقمع الرجعي. وفي هذه الاثنا برزت تطورات جديده في الوضع السياسي. لقد تعمقت الازمة السياسية لنظام التحالف الاقطاعي الكمبرادوري، وبدأت كل قوة من قواه تسير في طريق أعادة ترتيب اوضاعها ضمن ذلك التحالف. وبداء كل طرف يطرح برنامجه للخروج من الازمة. فشكلت قيادة الجيش احتياطي التحالف، وكانت هي القوة الوحيدة المؤهلة لاستلام السلطة في ذروة أزمة النظام. فقامت *حركة13يونيو 74م مستفيدة من كل ماترتب من نتائج التناقض الرئيسي والتناقضات الثانوية.*
*واذا كانت حركة13يونيو قد شكلت من حيث الاساس، محاولة للخروج من أزمة النظام فأن قيادتها في نفس الوقت، قد مثلت في مجموع سياساتها تعبيرا عن مصالح البيروقراطيه العسكرية والمدنية والبرجوازية الكمبرادورية والعقارية.وقد رفعت قيادة الحركة شعارها المركزي المتمثل في *(بناء الدولة المركزيه-دولة النظام والقانون والتنمية)* وفي الوقت الذي انتهجت فيه سياسة العداء للحركة الوطنيه الديمقراطيه *حاولت ابراز نفسها كحركة اصلاحية في مسار ثورة 26سبتمبر ورفعت العديد من شعارات الحركة الوطنية بشكل ديماغوجي بهدف احتوا نضالاتها وعزلها شعبيا.*
*وحين قامت حركة13يونيو كانت الحركة الوطنية والحزب بشكل خاص تعيش ظروفا قاسية، فالعشرات من اعضاء الحزب والحركة الوطنيه قابعون في السجون، والمئات منهم مشردون او مطاردون، والعديد منهم قد استشهدوا، وتحول العمل الحزبي الي حالة في غاية من السريه، وضربت السلطة الرجعيه بوحشيه تلك المناطق الريفية التي شهدت تمردات وتحركات عسكريه، مما ادى الي المزيد من التضحيات الجسديه وعذابات الهجره والتشرد.واتت كل هذه النتائج في ظل غياب صف وطني شعبي متلاحم يمتلك اتجاهات سياسيه محدده وموحده ويرتكز على قاعدة جماهيريه صلبه*
.بالاضافه الي هذا *فقد تراجع قادة حركة13يونيو عن الخط الهجومي المتشدد ازاء النظام التقدمي في الجنوب، مما قاد الاخير الي اعادة صياغة مواقفه وتكتيكاته على ضؤ المعطيات الجديدة، وظهر جو من التعايش والهدنه بين النظامين.*
*لقد أدى أخفاق الكفاح المسلح في تحقيق الهدف الذي انشاء من اجله، وهو اسقاط السلطة، والسير في بناء اليمن الديمقراطي الموحد، وانجاز مهام الثورة الوطنيه الديمقراطية في الساحة اليمنيه كلها بأفق اشتراكي، أدى هذا الاخفاق الي حالة جدل واسعه داخل منظمات الحزب، وبداء المناضلون يفتشون عن الاسباب الحقيقية التي قادت الي هذا الاخفاق، ويحاولون اكتشاف عوامل الضعف والاحباط التي يمكن تجاوزها نحو حالة من الوضوح الايديولوجي والتماسك التنظيمي والفعالية الكفاحية.
*وقد ساعدت عدة عوامل على انضاج هذا الجدل وجعله يسير في خط يساعد الحزب على الخروج من أزمته وتطوير أساليب نضاله ايديولوجيا وتنظيميا وسياسيا-كفاحيا.وأهم هذه العوامل:*
1-التطور الايديولوجي الذي بدأت تشهده فصائل الحركة الوطنيه الديمقراطيه اليمنيه، وخاصه تبلور تيار يساري ناضج داخل التنظيم السياسي للجبهة القوميه.
2-الدورات الحزبيه التي حضرها بعض كوادر الحزب في الداخل والخارج، ودرسوا فيها الفكر الماركسي بطريقة منهجيه تختلف عن الاجتهادات المتباينه التي حكمت طريقة التثقيف في الحزب منذ حركة القومين العرب.
3-عودة بعض الكوادر التي درست في الخارج، وخاصه في البلدان الاشتراكيه، ومعها معارف فكرية وخبرات حزبية ونضالية متقدمة كسبوها من خلال الدراسه والاطلاع والاحتكاك المباشر بتجارب وخبرات اشتراكية متطوره.
4-علاقة الحزب ببعض الاحزاب الشيوعية والديمقراطية العربيه والعالميه، والاستفاده ما أمكن من خبراتها الايديولوجيه والكفاحيه.
5-وفوق كل ذلك عمل العديد من المناضلين على تطوير أنفسهم بروح منفتحه ترفض الجمود العقائدي والتعصب الأعمى، *واستعدادهم الدائم لنقد ذواتهم وتقييم مواقفهم السابقه بما يخدم تطور الحزب نحو موقع الفصيل الاشتراكي العلمي.*
وقد أدى هذا الجدل في ظل التغيرات التي كان يشهدها الوطن اليمني، الي ان تتبلور لدى العديد من المناضلين في منظمات الحزب المختلفه مفاهيم ايديولوجيه وسياسيه صحيحه.
*واكتسب هؤلا المناضلون خبرات نضاليه متزايده، وبذلوا جهودا مضنية في سبيل تصحيح اوضاع الحزب والحفاظ على قواه، وتوسيع قواعده، وتربية كادراته لتلبيه الحاجه المتزايده الي الكوادر القيادية المجربة والتي يفرضها نمو الحزب وتوسيع مهماته، وتمرس العديد من مناضلي الحزب في منظماته المختلفه في الداخل في مجابهة القمع السلطوي الهمجي بروح نضاليه عنيدة وغير هيابه، فتصلب عودهم وكسبوا خبرات نضاليه غنيه.*
*وقد بذلوا تضحيات جسيمة في ظل الارهاب للحفاظ على تواجد الحزب وتماسكه واستمرار نشاطه، وابدى بعض المناضلين بطولات نادره في هذا الصدد، واستشهد بعضهم تحت التعذيب في المعتقلات أو ضغط ظروف الاختفاء الطويل.وواصل العديد من كوادر الحزب حركة الجدل الفكري لنشر فهم صحيح للاشتراكيه العلمية داخل الحزب والاقتراب من فهم الواقع على ضؤ هذه الايديولوجيه، وفي سبيل دحض التحريفيه.وقد تم ذلك في ظل انعدام مصادر التثقيف في الشمال، وفي جو يسوده الارهاب الفكري.*
*وادت كل تلك التطورات داخل الحزب وخارجه الي بروز اتجاه ديمقراطي ثوري الذي بداء بشكل جنيني في أواخر الستينات، ومن خلال الممارسات النضالية مستفيدا من تجربة الحزب والحركة الوطنيه الديمقراطيه بسلبياتها وايجابياتها.وقد ساعدت نشرات الحزب المركزية والفرعيه على تطور هذا الاتجاه ونشر مفاهيمه ورؤاه، وناضل بدأب من أجل ازدياد تأثيره بحيث يشمل الحزب كله قيادة وقواعد، مماساعد على تعميق عملية انتشار ونضج الفهم لهذا الفكرالعلمي الصحيح داخل الحزب ودحض الاتجاه اليساري المغامر في صفوفه.*
*وقد نتج عن ذلك اتخاذ مواقف مهمه اهمها؛*
*اولا-تراجع الحزب عمليا عن ممارسة الكفاح المسلح الذي انتهجه في 72-73م كأستراتيجيه لاسقاط السلطة السياسيه، وبداء يسود فهم صحيح لاشكال النضال المختلفه، ينظرللكفاح المسلح باعتباره شكلا من اشكال النضال السياسي الذي تقر القياده انتهاجه عندما تستدعي الظروف الملموسه القائمه في المرحله المعينه، وتتراجع عنه عندما لايعود ميزان القوى يسمح به.*
وبذلك سقط الفهم الذي يرى أن الكفاح المسلح يصلح استراتيجية لمرحلة كامله يقرها مؤتمر الحزب.
*ثانيا:اعادة ترتيب الاوضاع التنظيميه لمنظمات الحزب في الداخل على أساس انتاجي جغرافي.*
*ثالثا:انتهاج الحزب لخط سياسي جديد ومرن يضمن عودته نسبيا الي معترك النضال السياسي والجماهيري وتعزيز علاقاته مع بقية فصائل الحركة الوطنيه والتقدميه اليمنيه بهدف اقامة الجبهة الوطنيه الديمقراطيه وازدياد فعاليتها، وتلاحم فصائل اليسار كقائد للجبهة وصولا نحو وحدة حقيقية لهذه الفصائل وتحقيق وحدة أداة الثورة اليمنيه.*
*لقد أدي نمو الاتجاه الفكري للحزب وتعاظم تأثيره داخل الحزب الي نمو منظمات الحزب في الداخل والخارج وازدياد فعاليتها.وبرز العديد من الكوادر الذين يتعمق وعيهم وتتراكم خبراتهم النضاليه باضطراط، وتنمو قدراتهم على توظيف ذلك الوعي وتلك الخبرات لصالح قضية الحزب والثورة في بلادنا.وبذل مناضلوا الحزب جهودا جاده لاستيعاب أسس الفكر العلمي ونشره وسط الحزب وخارجه، ولقد كان البرنامج التثقيفي معلما بارزا وانعطافا حاسما نحو تجسيد الالتزام بالنظريه العلمية واستبعاد كافة التيارات التحريفيه اليمينيه واليساريه من مصادر التثقيف في الحزب.ويمكن اعتبار الدورة الثانيه للجنه المركزيه حجز الزاويه في انتصار الاتجاه الفكري العلمي ايديولوجيا ودحض الفكر اليساري المغامر*
وفي هذه الفتره نمى العمل السياسي والتحريضي للحزب من خلال البيانات السياسيه والنشرات الحزبيه *(الحقيقه)*و *(الوطن)* و *(الديمقراطي)* *ولعب الحزب دورا رئيسيا في اخراج الجبهه الوطنيه الدينقراطيه في ج.ع.ي. الي حيز الوجود، واعداد وثائقها والمبادرة الي دفعها نحو ممارسة نشاطها، كما ساهم في ايجاد المناخ الملائم لنجاح توحيد أطراف فصائل اليسار من خلال الاسهام الجاد في الحوارات التي دارت بين هذه الفصائل وتحولت فيما بعد الي لجنة توحيد فصائل اليسار سيرا نحو توحيد أداة الثورة اليمنيه.*
*وعمل الحزب بنشاط في سبيل انتشار التعاونيات كطريق لتحديث الريف وأيصال مختلف الخدمات اليه، والدخول الي مجالات الانتاج الزراعي والحرفي، وتغيير الخارطة الاجتماعيه للريف، وخلق قيادات شعبيه جديدة.كما اسهم الحزب بنشاط في تبني المؤتمرات الشعبية عقب انقلاب11اكتوبر 77م الرجعي، والتي مثلت تحركا جماهيريا واسعا، وعكست قدرة الحركة الوطنيه الديمقراطيه على الوصول الي الجماهير وتوسيع فاعدة المعارضه ضد النظام الرجعي.*
وبالرغم من التطورات الايجابيه داخل الحزب، الا ان ازمته العامه وبالذات الازمه القيادية جعلته عاجزا عن تنفيذ المهام النضاليه المختلفه في ضل الظروف السياسيه المتغيره، مما يبين بوضوح التناقض بين المنطلقات النظريه ومتطلبات النضال في ضؤ حقائق الواقع الملموس.
يتبع5
[٩/٩ ١٢:٤٧ م] +967 777 752 205: من تاريخ الحركة الوطنيه الديمقراطيه اليمنيه.
-----------؛---
*الوثيقه النقديه امام تجربه الحزب الديمقراطي الثوري اليمني.*
المقره في اخر مؤتمر له في اواخر عام 78م
-------------
7-5
*في سبيل تجاوز أزمة الحزب والسير بثبات نحو بناء الحزب الطليعي الموحد.*
-------؛؛؛؛؛-----
*أن أكتشاف جوهر أزمة الحزب وتحديد السبل الكفيلة بتجاوزها، وتجاوز سلبيات تجربة عموم الحركه اليسارية في البلاد، وبالتالى التوجه نحو صياغة المهام الصائبه المنطلقة من فهم نظري استراتيجي شامل للحزب الموحد لجماهير الوطن يمتلك اليوم أهمية بالغه.*
ومن تحليلنا للمنعطفات الحاسمة في مسار تجربة الحزب أبتداء من اتتقاله من التنظيم القومي السابق، ثم عملية تكونه وتشكيله، مرورا بالتطورات والتعقيدات الفكريه والتنظيميه والسياسية والنضاليه التي اصطحبته، وانتهاء بأوضاعه الراهنه، يمكننا القول، أن *السمة العامه والرئيسية له هي كونه حزبا ديمقراطيا ثوريا عاش مرحلة أنتقالية وسطيه، تميزت بمخاض طبقي أيديولوجي ونضالي حاد، قاده الي ان يتجاوز سمات التنظيم البرجوازي القومي ودفعه نحو مواقع الفصيل الاشتراكي العلمي، تحت تأثير تجاربه الخاصه، وفعالية التطورات الاقتصاديه الاجتماعيه السياسيه في الواقع اليمني شمالا وجنوبا، وتحت تأثير تيارات العصر الراهن:عصر الانتقال من الراسماليه الي الاشتراكيه، واتساع حركات التحرر الوطني وأغتنائها بمضامين جديدة، وانتشار افكار الاشتراكيه العلميه.*
*وتكمن الاسباب الرئيسية لمعايشة الحزب لهذه المرحلة الانتقالية في طبيعة البنى الطبقية لواقع اليمن الشمالي، التي تعكس وجود الانماط الاقتصاديه-الاجتماعيه المتعددة والمعقدة، المتعايشة والمتصارعه في أن معا، وغياب الفواصل الدقيقه فيما بينها، وكثرة الانماط الانتقاليه، مما يشكل خلفية لتعدد الطبقات والفئات الاجتماعيه ، وتشابك العلاقات فيما بينها، وبالتالي حيوية وتعدد الطبقات والفئات الاجتماعيه الانتقاليه.*
*وقد خلقت هذه البنيه الطبقية للواقع تعبيرها الواضح في بنية الحزب وكافة الاحزاب الوطنيه والتقدميه اليمنيه*
فنتيجة للمكانة الاساسيه التي تحتلها طبقة الفلاحين بمختلف فئاتها، والتي تشكل حوالي85% من مجموع السكان، والاتساع الملحوظ لفئات البرجوازية الصغيرة خلال السنين المنصرمة من حياة ثورة سبتمبر، وبالتالي بروز ونمو الطبقة الوسطى من السكان كالمثقفين والموظفين والطلاب والضباط والجنود يحتل ممثلوا هذه الطبقات والفئات الاجتماعية المواقع الاساسيه في البناء الهيكلي للحزب وخاصه في قيادة الحزب ومن ناحية ثانيه فقد ترك النمو البطئ والمعقد للطبقة العامله اليمنيه في الشمال، ورغم النشاطات المبكرة في اوساطها أثره على البنيه الطبقيه-الهيكليه للحزب، حيث احتل ممثلوا هذه الطبقة مكانة محدودة في اطاراته وقيادته.
*ان مجمل هذه السمات قد اكسبت الحزب مميزات الحزب الديمقراطي الثوري الانتقالي، وأطلت من معايشة الحزب لهذه المرحلة الوسيطة*.
*وقد كان لسيادة وفعل هذه العوامل أثر معقد على مسار تجربة الحزب النضالية، فبدلا من ان تلعب الايديولوجية الاشتراكية العلمية دورا ايجابيا هاما في عملية النقلة،أخضعت هذه الايديولوحية لمصالح وذهنيات وممارسات البرجوازية الصغيرة والمثقفين، هذه الفئات التي أكد كلاسيكيوا الفكر الاشتراكي العلمي على اتسامها بصفات التذبذب والمزاج الفكري والسياسي المتناقض.*
*كما ان ضعف العلاقات الكفاحيه الثابتة مع قوى الثورة العالمية وعدم الاستفادة من فكرها وخبراتها، وسيادة ظاهرة الالتزام الشكلي وعدم التمثيل الفعلي للفكر الاشتراكي العلمي، وعدم رسم برامج دقيقة وواضحة، قد قاد الي انتعاش وانتشار-الافكار التحريفية (التروتسكية والماوية ومايسمى اليسار الجديد.) والتي لقيت رواجا في الحزب.*
*وقد كان لتلك العوامل أثر سلبي واضح على رسم استراتيجية الحزب وتكتيكاته.يدلل على ذلك تاريخ تجربة الحزب منذ نشاته .*
*تلك هي الخلفيات الاساسيه التي وقفت وراء ازمة الحزب الطبقيه-الايديولوجيه والنضالية.ولكن أكان من الممكن أن يتجاوز الحزب أزمته تلك والتي تحمل في الاساس طابعا موضوعيا؟*
*ذلك في ظل وضع طبقي معقد كماهو الحال في واقعنا اليمني، ليس أمرا شاذا أن يشكل المثقفون الثوريون، والفئات المتقدمة من البرجوازية الصغيرة والطبقة الوسطى وزنا ملحوضا في بنية الحزب، بل وفي بنية كافة الاحزاب الوطنية والتقدمية في الفترة الماضيه والراهنه، وخاصه متى تم استقطاب هذه القوى بشكل منهجي مدروس الي صفوف الحزب، ومتى تمرس هؤلا جميعا في معمعان النضال الثوري وتعمقت في أذهانهم أيديولوجية الطبقة العاملة وأجادوا تمثيلها واستخدامها كمنهج علمي خلاق ضد كافة أفكار وأمزجة وممارسات البرجوازية الصغيرة، وفي سبيل سبر غور الواقع وتحديد طرق التعامل معه من أجل تغييره.* الا أن مثل هذه الظاهرة وأن وجدت هنا او هناك، بهذه الدرجة اوتلك، فأنها لم تشكل بعد سمة سائدة في عموم الحزب. *فماهي أسباب ذلك أذن؟.*
*لتحديد تلك الاسباب من الضروري الوقوف أمام المسائل التاليه:*
*اولا- مظاهر الازمة في الجانب الايديولوجي-التثقيفي.*
*ثانيا-الجوانب الاساسيه للأزمة التنظيميه.*
*ثالثا-أزمة الوضع في الجانب الاستراتيجي والتكتيكي.أي الازمة السياسيه-النضاليه...*
*لقدتم التأكيد عند الحديث عن خلفيات الحزب على ان الالتزام الشكلي بأيديولوجية الاشتراكية العلمية النشأة، قدشكل أحد الجوانب السلبية الاساسية لتلك الازمه، وهذا لاينفي أمكانية تجاوز هذه الظاهرة، وخاصة عند اكتشافها.لكن التقاعس عن طرح المعالجات والحلول لها من جانب القيادات بدرجة أساسيه، قد قاد الي استفحال الازمة في المجال الفكري من خلال بروز ظواهر سلبية جديدة ومتعددة في هذا المجال.*
*فلم تتوفر للحزب منذ تأسيسه برامج تثقيفية جدية وشاملة تعكس عمق استيعاب الاشتراكية كعلم ومنهاج خلاق في النضال، وتحدد طرق وأشكال بلورتها بشكل واقعي وملموس حسب متطلبات البناء الداخلي للحزب، وأن وجد مايشبه هذه البرامج فلا تلبث ان تصبح شكلية وتموت يوم ولادتها.*
كما لم يتوفر، على الاقل توجيه مركزي صارم ومحدد لتحديد أسس ومصادر التثقيف، ولقد كان البرنامج التثقيفي الذي خرجت به الدوره الثانيه للجنه المركزيه معلما بارزا وانعطافا حاسما نحو تجسيد الالتزام بالفكر الاشتراكي العلمي واستبعاد كافة التيارات التحريفية اليمينية واليسارية من مصادر التثقيف في الحزب، وتعتبر هذه الدوره حجر الزاوية في انتصار الاتجاه الفكري للحزب ودحض الفكر اليساري المغامر.
ومع ذلك غابت اية توجيهات مركزية محددة بضرورة النضال الدؤوب ضدالافكار التحريفية والغريبة.كما غابت الاجهزة المركزية والفرعية المتخصصه بمشاكل الفكر والتثقيف والاعلام والدعاية والتحريض. وكانت نتيجة كل ذلك واضحة امام اعضاء الحزب فلقد انهمك كافة الاعضاء بشكل تجريبي، عفوي، في قرأة كافة التيارات الفكريه دون انطلاق من أساس نظري متماسك. بل انه يمكن القول أن الافكار التحريفيه دون سواها قد انتشرت داخل الحزب في بعض الفترات، بحيث اصبحت الغذاء الفكري اليومي لاعضاء الحزب، مما عكس مردودات خطيرة ليس فقط في مجال الفكر نفسه، بل وفي مجال التنظيم والممارسة النضاليه، والتي لاتزال تسحب نفسها عليه حتى اليوم (انذاك).
*وبالرغم من بروز مبادرات فكرية جيدة في منظمات الحزب، الا أنها لم تجد قيادة منسجمة وفاعلة تلتقطها وتستفيد منها*.
*ان القناعات الراهنه (المقصودانذاك) التي توصلت اليها كادرات الحزب، والمتمثلة بدحض التيارات الانتهازية اليمينية واليسارية ، والتوجه الدؤوب نحو دراسة الفكر العلمي، والاسترشاد به كمنهاج لفهم الواقع والنضال، تعتبر دون شك عوامل أيجابية هامه.ولكن لاتزال مهام جسيمة انتصب أمام كافة المناضلين، وأمام حزب المستقبل في هذا المجال، خاصة وان معضلات الواقع والصراع تفرز كل يوم ظواهر جديدة ومعقدة تتطلب الفهم والتحليل ورسم اساليب المواجهة.*
*ولايمكننا فصل الازمة الفكرية في الحزب عن الجوانب الرئيسية لأزمته التنظيميه وأزمته القيادية على وجه الخصوص، لترابطهما الجدلي*
أن تجربة حزبنا تدلل على أن الأزمة التنظيمية تشكل مصدرا أساسيا لجميع الظواهر السلبية والازمات التي عاناها.
*ان فحص تجربة حزبنا في البناء والعمل التنظيمي يقودنا الى تسجيل عدد من الظواهر السلبية. ويأتي في مقدمة تلك الظواهر غياب نظام داخلي واضح وواقعي، صارم ومرن، ومصاغ انطلاقا من الخصائص المميزة لواقع بلادنا ولظروف عمل الحزب في هذا الواقع.*
لقد أطلعت كوادر الحزب على عدد من مشاريع النظم الداخلية التي قدمت الي المؤتمر التأسيسي، ثم المؤتمر الاستثنائي الاول، والثاني، وكذلك تلك التي قدمت أخيرا من قبل اللجنة المركزية. وعلى الرغم من *وجودبعض المسائل الايجابية التي حوتها هذه المشاريع في البناء التنظيمي، الا أنها جميعا قد اتسمت بسمتين هامتين.*
*اولهما-غياب الصياغة العلمية لتلك المشاريع والمنطلقة من حوار وجدل عميقين وواسعين في صفوف الحزب.* فلقد كانت مؤتمرات حزبنا، بل وكافة أعضاء الحزب يفاجأون بمشاريع جاهزة دون بلورتها من خلال الدراسة المسبقة لها من جانب كافة المنظمات التي تدرك الضوابط التي يتطلبها عملها الحزبي وأسلوب نضالها.وكرست مؤتمراتنا تقليدا سيئا تجسد في تكليف اللجنه المركزيه بتعديل وأعادة صياغة النظام الداخلي.وهذه ظاهرة لم يشهدها تاريخ اي حزب شيوعي.
*فالنظام الداخلي الذي يعتبر القانون العام والاعلى للحزب، يناقش ويعدل ويقر بشكله النهائي في المؤتمر نفسه.* وقد شكلت هذه الظاهرة خرقا واضحا للشرعية الحزبية، وقادت الي ضعف هيبة المؤتمر.
*ثانيهما-طوباوية تلك المشاريع وبعدها عن الواقع النضالي وظروف عمل الحزب.*
فقد أصطدم الحزب بمشاكل العمل العلني والسري، وكلا الشكلين معا، وبظروف الجمود الحزبي، والعمل السياسي والنضال المسلح، وفي كل الاحوال اتسمت مشاريع النظم الداخليه بالتجانس الكامل تقريبا.
*وفي وضع كهذا ما الذي ينتظر أن يحققه الحزب في مجال التنظيم غير الخروقات، والاجتهادات، وعدم الاحتكام لتلك النظم؟.*
*فلقد قادت مجمل هذه الظواهر السلبية المتعلقة بالنظم الداخلية الي بروز ظواهر تنظيمية سلبية مستقلة بذاتها اهمها التالي:*
*أ-التجريبية والعفوية التنظيمية، حيث ذهبت كل منظمة من المنظمات تبدع وتجتهد في حل المشاكل والمشكلات التي تجابهها في مجال التنظيم.*
*ب-الاستقلالية التنظيمية للمنظمات، والتي قادت في ظل العمل العفوي وغياب الرقابة المركزية الحقيقة الى أن تقدم هذه المنظمة أو تلك على معالجة أية ظاهرة من الظواهر التنظيمية بمعزل عن اللجنه المركزية او عن قيادات المنظمات الاخرى.*
*ج-بروز ظاهرة الحرفية في الحزب من خلال متابعة الجزئيات وتشابك المسئوليات التنظيمية، وانغماس كافة كوادر الحزب أبتداء من اللجنه المركزية وانتهاء بالخلايا الحزبية في جزئيات العمل التنظيمي وهوامشه مماقاد في ظل غياب الاجهزة التخصصية، الي جمود في مجال الفكر عند عناصر قيادية واسعة، وعدم متابعة قضايا النضال السياسي الكبرى، والذيلية لعفوية الجماهير.*
*د-التوسع دون برمجه ودون توفر الكادر القيادي القادر على تربية وتأهيل المرشحين لعضوية الحزب.*
*ه-عدم الاهتمام بأكتشاف الملكات الجديدة التي نمت وتنمو في وسط الحزب والقيام بتوزيع الكادرات بما يتلائم ومهام الحزب التنظيمية والسياسية والايديولوجية.*
*و-الخروقات التنظيمية متعددة الاشكال والتي تمثلت بصعود وهبوط الكوادر دون مقاييس واضحة واختراق مبداء القيادة الجماعية ومبداء النقد والنقد الذاتي وعدم الاهتملم بممتلكات الحزب..*الخ.والتصرف بمالية الحزب وممتلكاته دون توجيهات جماعية وبعيدا عن جهاز التفتيش المالي المركزي.*
*ز-وكانت هذه الظواهر كافة تحدث في ظل غياب كامل للرقابة الحزبية المركزية.*
*ان حزبا يعيش أوضاعا تنظيمية كهذه، يصعب عليه مراقبة وتتبع الظواهر الجديدة في مجال الفكر والسياسه والنضال.وهذا يدفعنا الي القول أن ازمته التنظيمية لعبت دورا خطيرا في استفحال الازمه في الجوانب الفكرية والسياسية.*
يتبع 6
[٩/٩ ١٢:٤٧ م] +967 777 752 205: من تاريخ الحركة الوطنيه الديمقراطيه في اليمن.
--------------
*الوقفة النقديه امام تجربة الحزب الديمقراطي الثوري اليمني.*
المقره في مؤتمره الاخيرفي أواخر78م
-------------؛؛
عرض/عبدالجليل عثمان الاكحلي.
--------------
7-6
*أزمة القيادة*
------------
تحتل الازمة القيادية في الحزب موقعا مهما من أزمة الحزب،ويتولد عنها العديد من مظاهرتلك الازمة. لقد اصبحت شائعة *تلك المقولة اللينينية القائله (أن الحزب الثوري يعد ليس ذلك الفصيل المتقدم من الطبقة العامله وجماهير الكادحين فحسب، بل ويمثل أيضا الفصيل الواعي والمنظم لها في أقصى درجة من التنظيم.)* ومن أجل أن يكون الحزب كذلك، لابد أن *يبني نفسه من أعلى الى أسفل، أى أن العناصر الاكثر وعيا وتجربة وممارسة، هي التي تبادر-في خلق الحزب، وهي التي تقودة وتوجهه بثقة عالية وبعزيمة لاتلين.*
وتستحوذ هذه المقوله على عقول جميع كوادر الحزب تقريبا وهم يحاولون الاهتداء بها في فهم أزمة الحزب بشكل عام، وأزمته القيادية بشكل خاص.ومن هذا المنطلق فأنه لجدير بالاهتمام أن نبحث أوضاع قيادة الحزب.
*ففي المؤتمر التأسيي في عام 1968م كانت طليعة النقلة الى الحزب الديمقراطي الثوري اليمني هي تلك العناصر التي قادت فرع حركة القومين العرب في شمال الوطن.*
وهنا يجب تسجيل ملاحظتين:
*الاولى-أن قيادة الحزب عند تأسيسه أنحصرت تقريبا في تلك العناصر التي قادت النقلة والتي لم تتخلص بشكل نهائي من أثار وأفكار ونمط عمل فرع الحركه، لذلك لم تمثل النقلة انعطافا نوعياحاسما نحو حزب اشتراكي علمي.*
*الثانيه-أنه حتى التأسيس قل أكتشاف عناصر كفؤة جديدة قادرة على أن تساهم في العمل القيادي للحزب الوليد.وفي ظل هذه الظروف كان طبيعيا أن تتبوأ تلك القيادة مسئولية توجيه الحزب نحو الاستيعاب السريع والعميق لايديولوجية الاشتراكية العلمية، والسير بشكل حثيث ودؤوب نحو تربية كوادر الحزب من خلال أعادة بناء الحزب، ومن خلال أعادة بناء الحزب، كل الحزب، ايديولوجيا وتنظيما وسياسيا ونضاليا.*
وبالرغم من الجهود التي بذلت بعدمرحلة التأسيس، لم تعطى تلك الجهود ثمارها المطلوبة.فقد تفجرت أحداث 23، 24 أغسطس1968م ووقفت القيادة أمام تلك الاحداث مترددة حينا ومنقسمة أومتهورة أحيانا أخرى.ولم *تستطع أن تقود الحزب في تلك الفترة العصيبة والحرجة من تاريخ شعبنا.وهنا تبرز أولى مظاهر أزمة القيادة في الحزب، الذي أثبتت الحياة أن قيادته تلك لم تكن في مستوى أستخدام المنهج العلمي في تحليل الواقع الطبقي وموازين قوى الصراع، وتحديد مهام الحزب في تلك الفترة.*
*وبعد تلك الاحداث أتجهت جهود القيادات نحو العمل الحرفي، في مجال التنظيم.ومع اشتداد الازمة وبروز الضرورة لعقد مؤتمر حزبي لمعالجة مشاكل الحزب، انعقد المؤتمر الاستثنائي الاول الذى لم يعد له، واقتصر على عدد محدود من المندوبين. وقد دفعت القيادة باتخاذ القرار الخاطئ بالاعداد لحرب التحرير الشعبية والذى اثبتت الحياة عدم صحته.*
*وقد عكس هذا القرار نفسه على نشاطات الحزب، بحيث تحول الى ذيل لعفوية الجماهير في ضل غياب الحضور القيادي القادر على ممارسة مهماتها وقيادة الحزب والجماهير نحو ممارسة أشكال النضال المختلفة*
*كما أستدعت الضرورة عقد مؤتمر للحزب هو المؤتمر الاستثنائي الثاني.وكان أهم قرار قدمته قيادة الحزب في ذلك المؤتمر هو التأكيد من جديد على خوض حرب التحرير الشعبية دون توفر شروطها الموضوعية والذاتية، ودون أن تستطيع القيادة التي دفعت في هذا الاتجاة الوفاء بالتزاماتها المناطة بها من المؤتمر الذى انتخبها.*
*وفي مرحلة التراجع عن الكفاح المسلح تميز عمل قيادة الحزب بخطين متناقضين:*
*خط أيجابي تمثل في نمو وعي العديد من العناصر القيادية وأغتناء تجاربهم وخبراتهم مماقادهم الي دحض أخطاء الماضي الفكرية والتنظيمية والسياسية وساعدهم على أن يلعبوا دورا أيجابيا ملموسا في نشاط الحزب.*
*وخط سلبي تمثل بأهمال القيادة لقضايا الحزب المختلفة، وانكبابها على النشاطات الجزئية، وانصرافها عن القضايا ذات الطابع التخطيطي الشامل.*
ولقد خرج المؤتمر الاستثنائي الثاني بمجموعة من القرارات والتوصيات التي أتسمت بالخلط بين الاستراتيجية والتكتيك والانغماس في معالجة القضايا التفصيلية.
لكن اللجنة المركزية المنتخبة لم تنفذ معظمها ووجدت نفسها تقدم على ممارسات أخرى في مجرى عملها فساهمت بذلك في زيادة حدة أزمة الحزب وأبقائها دون حلول.
*فقدربط المؤتمرون موافقتهم على انعقادالمؤتمر الاستثنائي الثاني بشرط عقد مؤتمر عام خلال ستة أشهر وقد أقر ذلك على نتائج المؤتمر بحيث أرتبط العديد من قراراته بأنعقاد المؤتمر العام الموعود.فأليه أحيل اقرار الوثيقتين الاساسيتين للحزب:البرنامج السياسي والنظام الداخلي، وكذلك التقرير العام والتقرير المالي، ولكن اللجنه المركزيه لم تحضر للمؤتمر العام ولم تدعى لانعقادة تنفيذا لذلك القرار الهام*
*مماجعل الحزب يعيش دون أقرار برنامج سياسي ونظام داخلي لسنوات طويلة، وأضعف هيبة القيادة المركزية، واتاح المجال لبروز العديدمن الظواهر السلبية في حياة الحزب الداخلية وفي ممارساته السياسية الكفاحية.وكلف المؤتمر اللجنة المركزية بالعديد من الاعمال التي لم تستطع انجازها ومنها انزال تقرير شامل يتناول تجربة الحزب وازمته واعدادكراس يتناول تجربة الحزب، وانزال دراسات تفسر بنود النظام الداخلي، ودراسة اوضاع فروع الحزب في الخارج والعمل على حل مشاكلها بواسطة مكتب العلاقات الخارجية، والعمل على ايجاد متفرغين حزبين في الخارج للعمل في صفوف المهاجرين اليمنين، والعناية الكاملة بالناحية الادبية والتاريخية لحياة المجتمع اليمني، وانزال دراسة شاملة عن التجربة في الشطر الجنوبي من الوطن*
*.وتبنى المؤتمر خوض الكفاح المسلح وكلف اللجنه المركزية بوضع كافة الخطط العسكرية والسياسية والاعلامية وتجنيد كافة طاقات الحزب وامكانياته من اجل ذلك.*
*كما قرر تصعيد الكفاح المسلح وتوسيع رقعته بحيث يشمل كافة المحافظات في الشطر الشمالي من الوطن.لكن اللجنه المركزية لم تقف أمام الوضع السياسي وما استجد فيه من تطورات، وعندما اتضح بالملموس أن الكفاح المسلح لتحقيق هدف المرحلة كاملا غير ممكن وان تصعيد الكفاح المسلح خارج اطار المناطق التي وجد فيها فعلا غير ممكن، اضطر المكتب السياسي الى نقض قرار المؤتمر والتراجع عنه.*
*واتخذ المؤتمر قرارا بتشكيل جبهة وطنية ديمقراطية لعموم الساحة اليمنية تدخل فيها جميع الفصائل الوطنية والديمقراطية في الشمال والجنوب، متجاهلا الظروف والمهام الثورية المختلفة في الشطرين.*
وبالرغم من المحاولات والجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة المركزية لتحقيق ذلك القرار، فأنها قد اخفقت، لكن تراجعها عن ذلك القرار لم يجسد فهما صحيحا للمسألة، وأنما ظل يشكل اصرارا خاطئا على تجاوز الواقع الملموس ومايمكن تحقيقه على ضؤ فهمه، نحو الهدف الاستراتيجي لمرحلة لاحقة، كماهو واضح في تعميم (حول الجبهة الوطنية الموحدة) الصادر عن المكتب السياسي.
*ولم تستطيع اللجنة المركزية أن تنفذ قرار المؤتمر الخاطئ بتعديل البرنامج السياسي للحزب بحيث يصبح برنامجا لعموم الساحة اليمنية.ذلك أن الجبهة القومية انذاك قد طرحت برنامجها الخاص للتعامل مع الواقع الملموس في الشطر الجنوبي من الوطن والذي كان منسجما مع تصورات الحزب الديمقراطي الثوري اليمني في تلك الفترة.*
ولم يكن بمقدور الحزب التقدم بصيغة برنامجية مغايرة في أطار برنامج سياسي لعموم الساحة اليمنية كما جاء في قرار المؤتمر.
*ولقد كان أهمال اللجنة المركزية لهذا القرار تجسيدا واضحا لتناقض الاطروحات النظرية الخاطئه التي خرج بهاالمؤتمر الاستثنائي الثاني مع الواقع الملموس*
*وأنتخب المؤتمر لجنة للتفتيش المالي المركزي وحدد مهامها بالتفتيش والمحاسبة على مالية الحزب وممتلكاتة، على ان تقدم تقريرا شاملا حول ذلك للمؤتمر العام القادم، لكن بعض أعضاء المكتب السياسي لم يمكنوا تلك اللجنة من ممارسة مهامها الموكلة اليها من المؤتمر (أعلى سلطة في الحزب)، كماتدلل على ذلك محاضر جلسات الدورة الثانية للجنة المركزية.*
فقد أوضحت تلك المحاضر أن بعض أعضاء المكتب السياسي رأوا أن المؤتمر قد أخطاء في أختيار أعضاء اللجنة، بينما ألح بعضهم على ضرورة مزاولة اللجنة لاعمالها تتفيذا لقرار المؤتمر رغم ملاحظاهم على بعض عناصرها.
*وفي أحد القرارات أناط المؤتمر بلجنة التفتيش المركزية التفتيش على مالية وممتلكات المنظمات الجماهيرية، وهو من المظاهر التنظيمية البارزة في ممارسات الاتجاه اليساري المغامر قبل المؤتمر الاستثنائي الثاني وبعده.*
*ونفذت اللجنة المركزية بعض قرارات وتوصيات هذا المؤتمر والخاصة بوضع برنامج فكري وأخر تنظيمي وثالث مالي.فلقد أقرت تلك البرامج في دورتها الثانية في ابريل74م أي بعد سنة ونصف من انتخابها.وشكلت تلك البرامج التفصيلية عاملا ايجابيا في تماسك الحزب وتطوره وخصوصا في توسيع الاتجاه الاشتراكي العلمي فيه.لكن بقاء الازمة العامة في الحزب ومن ضمنها ازمة القيادة قد أعاق الاستفادة من تلك البرامج استفادة كاملة.*
*وكان من ابرز مظاهر ازمة القيادة الموقف السلبي للجنة المركزية التي اهملت العمل بأحكام النظام الداخلي للحزب في الحرص على تنفيذه كونها القيادة للحزب بين المؤتمرات، حيث لم تعقد سوى دورتين خلال ست سنوات بعد دورتها الاخيره في 1974/4/30م مع ملاحظة ان هذه الدورة كانت حجز الزاوية في انتصار الاتجاه الفكري للحزب، وأنها وقفت أمام عدد من القضايا الهامة للحزب والتطورات السياسية في البلاد التي حدثت ومنعطفات خطيرة مرت بالحزب، كانت تقتضي أن تقف اللجنة المركزية امامها.*
*لقد اعتمدعمل الحزب على مبادرات لجان المحافظات تحت توجيه بعض أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية الذين تحملوا مسؤولياتهم القيادية داخل الشطر الشمالي من الوطن.*
*وقدبذلت اللجنة المركزية ومكتبها السياسي جهودا ملموسة لتوزيع بعض الكوادر على منظمات الحزب لكن عدد كبير من الكوادر بقى في عدن بسبب انتهاج أسلوب الكفاح المسلح في ظروف غير ملائمة خلال عام 1973م، وبذلت اللجنة المركزية جهودا كبيرا في العلاقات الخارجية مع الاحزاب، كما انزلت بعض التعاميم السياسية المتفرقة للاحداث وقد اتسم بعضها بعدم الدقة والوضوح.ومرت بعض الاحداث دون ان تصدر اللجنة المركزية ومكتبها السياسي أي موقف منها مثل الانتخابات التعاونية ومؤتمر التصحيح واحداث 27ابريل1975م ومؤتمر الروضة في مايو من نفس العام،وكذلك مناسبات أول مايو، واعياد سبتمبر واكتوبر والعديد من المناسبات والاحداث العربية والعالمية ولم تبذل ل.م جهودا ملموسة من اجل ايقاف حملات القمع والارهاب والافراج عن المعتقلين السياسين سوى الالتماس من الحكام أحيانا أثناء الاتصالات الخاصة بهم، والمساهمة بتشكيل لجنة للدفاع عن الحريات وقد توقفت عن العمل بعد تكوينها، وقد احتوت ل.م.علي عناصر لم تتحمل أي مسؤوليات تذكر منذ انتخابها، كما ان بعض اعضاء ل.م قد قضوا نحبهم او استشهدوا وتخلى البعض عن العمل الحزبي دون أن تقوم ل.م بالتشاور مع لجان المحافظات لاختيار من يحل محلهم كما ينص النظام الداخلي.*
يتبع7
[٩/٩ ١٢:٤٧ م] +967 777 752 205: من تاريخ الحركة الوطنيه الديمقراطية في اليمن.
---------------
*الوقفه النقديه امام تجربة الحزب الديمقراطي الثوري اليمني.*
المقره في مؤتمره الاخير (الرابع) في نهاية عام1978م.
-------------
7-7 الاخيره
------------
*لقد كان موقف اللجنة المركزية من قرارات وتوصيات المؤتمر الثاني، وموقفها من بعض نصوص النظام الداخلي المتعلقة بوضعها وصلاحياتها داخل الحزب اكبر دليل على الازمة القيادية في الحزب ففي الوقت الذي عجزت فيه القيادة عن تنفيذ تلك القرارات والتوصيات بسبب المشكلات الواقعية التي اصطدمت بها، أضطرت الي اتخاذ اجراءات وممارسات لاتمت بصلة الي تلك القرارات والتوصيات، ممايبين بكل وضوح التناقض مابين المنطلقات النظرية ومتطلبات النضال في ضؤ حقائق الواقع، مما قاد الي استفحال الازمة العامة في الحزب، تلك الازمة التي يحرص كل مناضل في صفوف الحزب على تجاوزها بطريقة صائبة، منسجمه مع الالتزام الفكري الاشتراكيى، وبمايخلق تجربة حزبية جديدة تستجيب لمتطلبات النضال الثوري في بلادنا.*
هذا بأيجاز الشريط التاريخي لمواقف قيادة الحزب في أهم منعطفاته التاريخية والذي يعكس أزمتها الواضحة، لقد ساد في ل.م صراعات مريرة بعضها واضحة والاخرى مكتومة، وغابت ماليا رقابتها الحزبية، وتجمدت نشاطاتها، وسادت أعمالها خرق للمبادي التنظيمية كأنتشار مظاهر الفردية وتجاوز العمل الجماعي وعدم الاهتمام بممتلكات الحزب المختلفة....الخ.
*وتكمن أسباب الازمة القيادية في الحزب في الاتي:*
*اولا- الضعف النظري.*
*ثانيا-غياب الفهم الدقيق للمبادي الحزبية للتنظيم الثوري وغياب القدرة الخلاقة على تطبيقها حسب ظروف كل مرحلة من مراحل النضال، وانعزال القيادة عن متابعة تراث وبرامج ونضالات الحركة التقدمية العمالية العالمية.*
*ثالثا-غياب الانسجام القيادي وخصوصا الرؤيا المشرقة لقضايا النضال، والتطبيق الخلاق لمبداء المركزية الديمقراطية.*
*رابعا-عدم قدرة القيادة في تجنيد الطاقات الخلاقة للكوادر في الحزب ضمن برامج مدروسة لاعداد وتوزيع الكادر وحسب ماتقتضيه ظروف النضال ومهام الحزب.*
*خامسا-وأهم من كل ذلك وجود الافكار المغامرة في قيادة الحزب.*
*لم تقتصر مظاهر أزمة الحزب على الجانبين الفكري والتنظيمي، بل شملت ايضا الجانب السياسي-النضالي.فقد عجز البرنامج الذي خرج به المؤتمر التأسيسي عن الوفاء بمتطلبات النضال في المرحلة التي تلت أحداث أغسطس، فاختفى هذا البرنامج من حياة الحزب ونضاله.وخرج المؤتمر الاستثنائي الاول ببرنامج أحتوى على الكثير من القضايا النظرية الخاطئة،مماجعله غير صالح للعمليه.* بسبب تركيز القيادة على حرب التحرير الشعبية،لم يتم التوجه نحو ممارسة أشكال النضال الاخرى.وقد أدي عدم عقد المؤتمر العام المقر انعقاده في يونيو73م الي ان يبقى الحزب بدون برنامج سياسي.وظل العمل السياسي-النضالي في الحزب يعتمدعلى اجتهادات القيادة والمنظمات، دون دليل محدد يضبط هذه الاجتهادات.
*فقد أثمرت تلك الاجتهادات تعزيز العلاقة الكفاحية المشتركة مع فصائل اليسار الاخرى وتشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية.*
*كما عمل على تقريب وجهات النظر بين الفصائل اليسارية المختلفة حول العديد من القضايا، والخروج بمواقف مشتركة ازاء قضايا النضال التقدمي المختلفة في بلادنا وفي العالم، وصدرت نتيجة لذلك تعاميم داخلية وبيانات سياسية مشتركة، مما أدى الي أن تشكل فصائل اليسار قيادة منسجمة للجبهة الوطنية.*
*لكن الحزب افتقد الي المركز القيادي الموحد، الامر الذي جعل المراكز القيادية للمنظمات تفتقد الي التوجيه المركزي الموحد حول أساليب النضال الواجب اتباعها.*
فبينما يرى احد المراكز القيادية ضرورة أستمرار الحوار مع السلطة مع تجميد كامل للمواقف السياسية الناقدة لاجراءاتها، كان مركز أخر يرى ضرورة الحوار مع السلطة مصحوبا بنضالات مطلبية وسياسية تخرج الحزب والحركة الوطنية من عزلتها وتعبر عن المطالب العادلة للجماهير، وعن طموحاتها ومشلكلها.
*فرض غياب المركز القيادي الموحد على الحزب العزلة عن الجماهير، مما سهل على ديماغوجية البيروقراطية العسكرية للسلطة في التقاط العديد من شعارات الحركة الوطنية وطرحها اعلاميا، وتسخيرها عن التطبيق بمايخدم مصالح التحالف الاقطاعي الكمبرادوي، الذي ما فتئ يقمع الحركة الوطنية ويحاورها دون تقديم أي ألتزامات محددة.*
*عندماتوفر الظرف الموضوعي الملائم لتفجير انتفاضة شعبية على أثر انقلاب 11اكتوير77م الرجعي (اغتيال الشهيدابراهيم الحمدي)كان الظرف الذاتي للحزب واليسار والجبهة الوطنية غير ملائم.*
ففي الحزب كان غياب القيادة ونقص الموادر القيادية المتفرغة الفاعلة في مركز الاحداث عاملا محبطا لكثير من النشاطات السياسية اللازمة لتوفير شروط نجاح الانتفاضة.
*أن تفويت الفرصة التاريخية، التي لاتتكرر بسهولة،للقيام بأنتفاضة شعبية هو الدليل القاطع على ازمة القيادة ومن السهل القاء تبعة التقصير على هذا او ذاك من العناصر القيادية، لكن الصعب هو تبرئة القيادة من مسؤولياتها التاريخية في تفويت الفرصة المواتية لاستلام السلطة في الشطر الشمالي من الوطن وأعادة توحيده.*
*تلك هي مظاهر الازمة العامة في حزبنا أيديولوجيا وتنظيميا وسياسيا*.
*واذا كانت هذه الوقفة النقديه قد ركزت بشكل أساسي على السلبيات التي عانى منها الحزب في مختلف نشاطاته فذلك لايعني أطلاقا نسيان النضالات العنيدة التي خاضها الحزب ومناضلوه والتي لولاها لما استطاع الحزب ان يحافظ على بقائه، ويتجاوز المنعطفات الخطيرة في مساره النضالي.*
*وياتي في مقدمة ذلك: نمو وعي العديد من الكوادر المناضلة مما أهلها لان تتعامل مع مشكلات الواقع بمنظور علمي صائب، وتوسيع خبراتها ومهاراتها في النضال، وتعمق الروح الثورية والنضالية التي يتمتع بها الاغلبية من كوادر الحزب، ومواقفهم الشجاعة وصلابتهم المبدائية وعنادهم الذي لايلين في مجابهة أعداء الشعب، وصبرهم على الاخطاء في أحلك اللحظات التي مر بها الحزب.*
*اننا اليوم على اعتاب مرحلة جديدة من النضال المشترك مع رفاق لنا في الاحزاب اليسارية الاخرى، ومقدمون على بنا الحزب الطليعي الموحد في شمال اليمن سيرا نحو وحدة أداة الثورة اليمنية، وذلك يفترض ليس فقط أن يدخل اعضاء حزبنا كافة وهم متسلحون بوعي كامل لتجاوز أخطاء وسلبيات الماضي، بل من واجبهم أن يقدموا أجود عناصر الحزب القيادية للمساهمة في قيادة الحزب الجديدالموحد.وهذه المهمة تقف أمام فصائل اليسار الاخرى كافة.*
*أن وحدة الاحزاب اليسارية الخمسة(الحزب الديمقراطي الثوري اليمني، حزب الطليعة الشعبية، اتحاد الشعب الديمقراطي، حزب العمل اليمني، منظمة المقاومين الثورين) في الشطر الشمالي من الوطن على اساس القناعات المشتركة المجسدة في أتفاق يناير1978م وبالتالي العمل على توحيد كافة الفصائل اليسارية في عموم الوطن شمالا وجنوبا في اطار حزب طليعي موحد أنطلاقا من اتفاق سبتمبر من نفس العام، يشكل منعطفا تاريخيا نوعيا وحاسما في تاريخ الحركة الثورية اليمنية المعاصرة.ويكمن مغزا هذا الانعطاف التاريخي العظيم في تعبيره عن الضرورة الثورية والموضوعية الملحة لتوحيدكافة الماركسيين في وسط الحركة الثورية اليمنية وصحة بل وضرورة الرؤية في معالجة القضايا الاستراتيجية والتكتيكية لتلك الحركة.*
*وبهذا تكون الحركة الثورية في بلدنا قد أقدمت على بناء تجربة فريدة ذات أهمية تاريخية كبيرة لحركة التحرر الوطني العربية، وتسهم في اغناء الحركة الثورية في البلدان المتحررة والحركة الثورية العالمية بمضامين جديدة.*
*الا أن التسليم بهذا الطرح المبدائي حول أهمية وحدة الماركسين اليمنين في اطار حزب موحد في ظل واقع بلادنا المتخلف والمعقد حيث يوجد نظامين اجتماعيين متناقضين وتتباين مهام الحركة الثورية في كلا الشطرين، يطرح بألحاح ضرورة البحث عن الافكار الملموسة والاساليب الواقعية التي يجب ان تؤدي الى تعزيز المكانه الطليعية لفرع الحزب في الشمال وبالتالي تعزيز مكانة الحركة الثورية بشكل عام على كافة المستويات.*
*ويجب التأكيد على خطورة وتعقد الاوضاع التى تحيط بفرع الحزب.فالحزب في الشمال والجنوب وعموم الحركة الوطنية تعيش حالة مجابهة حادة مع النظام الرجعي والمئات من أعضاء فرع الحزب في الشمال وخاصة القيادين قابعون في السجون، ومنظمات تنشط في وضع سري بالغ الصعوبة.كما أن عملية التوحيد تأتي في ظل غياب تفاعل حي بين كافة كوادر فصائل اليسار الاتين من فصائل متعددة، يحملون تجارب مختلفة.ومن ناحية أخرى فأن المرحلة الراهنه تضع امام حزبنا الموحد بشكل عام وفرعه في الشمال بشكل خاص مهام جسيمة يجب أن يضطلع بها وفي مقدمتها تعبئة وتنظيم جماهير شعبنا بوتائر سريعه وقيادتها من خلال تعزيز مكانة الجبهة الوطنية نحو أسقاط السلطة الرجعية وبناء السلطة الوطنية الديمقراطية في الشمال والسير نحو أعادة توحيدوطننا اليمني وبنادولة حديثة موحدة ومستقلة ديمقراطية ومزدهرة.*
*وفي ظل هذه الظروف يبدو واضحا الصعوبات التي ستقف امام أعادة ترتيب اوضاع فرع الحزب في الشمال من القمة حتى القاعده، كما تبرز العديد من المحاذير المتعلقة بأحتمال نشؤ (ظواهر انتهازية يمينية أو يسارية) وممارسات سلبية قد تضر بفرع الحزب في المرحلة الراهنه او في مجرى نضاله العملي في المستقبل.*
*ومن اجل تجاوز تلك المخاطر والسير بثبات في طريق أنجاز المهام الراهنه يجب ان يكون حزبنا الموحد معدا أعدادا تاما قائما على أساس وثائقي-برنامجي يضبط أساليب وأشكال ممارساته ويرسم بوضوح مهامه وأهدافه ويحميه من أي مخاطر محتمله ويعزز وحدته الفولاذيه تنظيميا وفكريا وسياسيا وكفاحيا.*
*تنظيميا*
-------
تقف امام فرع الحزب الموحد في الشمال مهام ترتيب أوضاعه الداخليه من أعلى الي أسفل بما يكفل قدرته على التحرك أنطلاقا من خصوصيات النضال في الواقع ويضمن درء أي مظاهر مرضية محتملة قد تؤثر على جسم الحزب، ويوضح أساليب عمل وتربية وتوزيع الكوادر بمايتلائم وتنفيذ مهام الحزب المختلفه.
*ايديولوجيا*
----------
ينبغي على حزبنا الموحد ان يتمثل الفكر الاشتراكي العلمي بشكل صائب وأن يهتدي به في رسم البرامج التثقيفية الواضحة والواقعية، التي تدحض الافكار التحريفية والانتهازية اليمينيه منها واليسارية، والتي ترتبط بوضوح بوثائق وبرامج ونضالات الحركة الثورية العالمية لكي تغني هذه البرامح بالمتطلبات الايديولوجية والنضالية الملموسة للحزب على مستوى جميع مراتبه وتساعد على نشر أفكار الاشتراكية العلميه في أوساط الجماهير.
*سياسيا*
-------------- تقف في مقدمة المهام انجاز برنامج سياسي واضح يعكس أهداف ومهام الحزب ويحدد بشكل لايقبل الغموض أسترتيجية الحزب في المرحلة الراهنه وأشكال النضال المطلوبه لتحقيقها، وسبل تنظيم وقيادة تلك الاشكال..
*ان وجود هذه الوثيقة سيلعب دورا هاما في تماسك الحزب داخليا وفي تعزيز مكانته السياسية والكفاحيه جماهيريا.*
*وتحتل رؤية حزبنا الموحد للعمل الجبهوي اهمية بالغة في المرحلة الراهنه تلك الرؤية المنطلقه من فهم خصوصيات الواقع وبالتالي خصوصية ظاهرة التحالف نفسها والقوى السياسيه-الاجتماعيه التي سيتحالف الحزب معها.*
*ومن النظرة السريعةلطبيعة التركيب الطبقي في شمال الوطن يتبين لنا أتساع القاعدة الاجتماعيه للثورة الوطنيه الديمقراطية والتي تمتد لتشمل العمال والفلاحين وبرجوازية المدن الصغيرة والفئات الاجتماعية الاخرى كالجنود والضباط والطلاب والمثقفين وتنتهي بالبرجوازية الوطنيه.*
*كما ان هناك فئات وأجنحه من اوساط بعض الطبقات والفئات المعاديه للثورة الوطنيه الديمقراطيه يمكن أن توظف تكتيكيا لصالح قوى الثورة الوطنيه الديمقراطيه، وفي وضع كهذا لايمكن لحزبنا الموحدرغم تبنيه الدفاع عن مصالح العديد من تلك الطبقات والفئات أن يظم الي اطاراته ممثلين عن كل تلك القوى الطبقية، فذلك يعني تميع الحزب والقضاء على تميزه الايديولوجي والطبقي.
*كما أن العديد من ممثلى البرجوازيه المتوسطه والصغيرة والفئات الاجتماعبة الاخرى بحكم بنيتها الطبقيه وقناعاتها الايديولوجية البرجوازية والقومية لايمكنها ان تلتقي مع فرع حزبنا في أطار حزبي موحد ومن هنا تبرز الضرورة الموضوعية والملحة لها في تكوين أحزابها وتنظيماتها المستقلة والمعبرة عن مصالحها الطبقية والايديولوجية.
الا انه في خظم الصراع ضد الاعداء الطبقيين من أقطاع وكمبرادور (الوسطاء للشركات الاجنبية) وضد حلفائهم الرجعيين والامبريالين تختفي التناقضات الرئيسية بين قوى الثورة الوطنية الديمقراطية وتعزز مرحلة النضال ضرورة تجميدالتناقضات الثانوية بين تلك القوى وبالتالي تبرز ضرورة تحالفها جميعا في أطار أئتلافي جبهوي على اساس برنامج حد أدنى يحدد أهدافها ومهامها المشتركة.وهذا مايلبي من حيث المبداء متطلبات النضال الوطني الديمقراطي في ساحة شمال وطننا اليوم.
*ان قيام الجبهة الوطنية الديمقراطيه، المعبره عن مصالح كافة الطبقات والفئات الاجتماعية والملتزمه ببرنامج الحد الادنى يعد خطوة هامه في سبيل تعبئة أوسع جماهير شعبنا المعارضة للحكم الرجعي القائم وقيام نظام وطني ديمقراطي يسير على طريق بناء اليمن الديمقراطي الموحد.*
*كفاحيا*
--------------
الورقة ناقصه صفحة 33 تواصلنا مع البعض لايصالها مع العلم ان هذهه الوقفة نشرت في مجلة الطليعة الصادرة عن حزب الوحدة الشعبية اليمني في الثمانينات فرجو من لدية الجزء المتبقى ان ينشره او يرسله الينا لنشره.
مع خالص الود.
-------------------------
*تنويه*
&-نرجو من لديه وثائق نقدية لاحزاب اليسارالاخرى قبل التوحيدمثلا نريد نفهم (عملية تحول منظمة البعث الي حزب الطليعة الشعبية)نريد من لدية هذا التراث النضالي ان لايبخل علينا في معرفة الدروس المستخلصة وكيفية الاستفادة منهالقيادات وقواعد الحزب نريدمن لدية تلك الوثائق ان ينشرها اويرسلهالنا ليتم نشرها فهذا تاريخ الحركة الوطنية الديمقراطية نعتز به وكلنا أمل بالاستجابة لهذا الطلب الذي أصبح ملك الاجيال الحاضرة والقادمة.
&-سيتم بعدذلك انزال الوثيقة النقدية لحزب الوحدة الشعبية اليمني المقرة في الكنفرنس عام 1987م او التقريرالعام المقدم لهذا الكنفرنس.
&-لدينا طموح بانزال ملحق لاسماء قيادات اعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي في فصائل اليسار وفي الحزب الاشتراكي .
&-نري ان نقدم ملحق عن اسماء ابرز شهداء الحركة الوطنيه المدافعين عن الثورة والجمهوريه سبتمبر واكتوبر وابرز الشهداء والمخفيين قسرا والمفقودين الذين سقطوا في النضال من اجل الحريات والتغيير في اليمن الشمالي في السبعينات والثمانينات وبياناتهم وصورهم قدر الامكان وبتظاهر جهود كل رفيق .
----------