المناضل : العقيد / عبدالفتاح السروري

قبل اسبوعين فقط اقتربت من رجل في الصف الاول بالمسجد الذي صليت فيه... ربت على كتفيه و بي من اللهفة و الشوق الف حنين و الف دمعة ...كأنه عبدالفتاح السروري صديقي الحبيب الذي غيبتني الحرب عنه، و باعدت بيننا المسافات و سنوات النزوح، و ازمنة الخيبات و احلام كثيرة لم تنضج بعد.... اليوم تأكد، لي ان الخسارات تتجاوز حد الذهول و ان الارقام باتت موجعه الى درجة مضنية... زمن بعييييد 1989 حين كان قائد الكتيبة الثانية في معسكر ثورة 55 ، منكفئاً على(موسم الهجرة الى الشمال ) للطيب صالح، بنبرة صوته الوديعة كمطر الليل، و ابتسامته الحنونة كرغيف خبز- هناك احتشد السروري عبدالفتاح في صلوات روحي و ذكريات عمري لعقود ثلاثة، ،،،، لم يكن صديقي، الذي تمنيت لقائه في المسجد قبل اسبوعين، لكن يقيناً انه عبدالفتاح محمد سعيد ذاك الذي صعد الى السماء دون وداع مثل حلم جميل سرقته الحرب، واذا اورد عبدالرحمن بجاش ذلك الاستثناء النبيل في حياتي، خبراً ما،،، فلا مجال للشك على الاطلاق... حزيييييين لموتك يا صديقي البعيد حزيييييين لرحيلك المباغت دون وداع حزييييين لتلك الابتسامة الرؤومة و الصوت الحالم ان تظن بهما السماء علينا، و لا قدرة لنا على التدخل في خيارات السماء.... يا اللللللللللللله كم يلجم الاسى قلبي، و انا اتذكره الان مسرعاً بقامته الفارعة نحوي ليخبرني انه قد احضر لي(شي اسمه الحنين) اقراه و سيعجبك.. انا ادركت مزاجك الادبي يا عمار... هكذا جعلني كبيراً و مثقفاً رغم حداثة سني التي قاربت 17عاماً ،،،، حقيق على القلب ان لا ينسى ذلك الرجل المثال... لقلبك الطيب يا ذاكرة الايام المعشبة بالوفاء و الحب عبدالرحمن بجاش صادق العزاء لعبدالوكيل السروري صديق الغربة المعجونة (بمسحوق التعب اليومي) لي و لمحمد عبدالفتاح و للطيب صالح و لزمن جميل تماهى في اضبارة الاحلام ، خالص العزاء و الكثيييير من الدموع التي لا تكف.... الوداع يا صديقي عبدالفتاح الوداع يا وجه احببته و ما غادر ذاكرتي . من صفحه الكاتب الاستاذ /عمار المعالم