شهادة للتاريخ .. من الرفيق عبدالواحد علي قاسم سيف المنصوري
في مثل هذه الليلة 9/ 4 /1973م وتحديداقبل منتصف الليل شهدت تعز بدأ حملة اعتقالات مكثفة طالت كوادر الحزب الديموقراطي الثوري اليمني من المدنبين والعسكريين ودشنت بإ عتقال عددمن تلك الكوادرفي وقت متزامن تقريبا احتفظ بذكر اسمائهم لان الامرسيتطلب موافقتهم وساكتفي بذكر والدي الشهيد/ علي قاسم سيف المنصوري والشهيد الرفيق/عبد الجبار عبد الحميدالذي كان يقود حينها منظمة الحزب الديموقراطي الثوري اليمني بتعزوكان يعمل صف ظابط فيما كان يعرف بوحدات الامن المركزي بتعز وكنت انا/عبد الواحدعلي قاسم سيف المنصوري واحد من بين معتقلي تلك الليلة على الرغم من صغر سني الذي لم يتجاوز الاربعة عشرعاما وقدقاد عملية تلك الاعتقالات مدير الامن الداخلي في الجمهورية العربية اليمنية شخصيا /محمد خميس وبناء على ترتيب مسبق وتنسيق محكم تم مع عضو في الحزب كان استقطابه كعميل امني وضل ينشط مزدوجا وفقا للمعلومات التي تم الحصول والوقوف عليها لاحقا لا اجد نفسي مخولا لتوضيحها هنا ولكني ساكتفي بببان اسم ذلك العضو والعميل المزدوج وهو /محمد عبد الباري حسان الذي كان قبل فراره من الشطر الشمالي الى الشطر الجنوبي حينها-كان- ظابطا في الجيش الشمال وتحديدا في لواء العروبة وقد تم اعدامه لاحقا بعد الاستغناء عن خدماته ومحاكمته بالاشتراك في قتل الشيخ /محمد علي عثمان نائب رئيس المجلس الجمهوري حينها وتجدر الاشارة الى ان المذكور كان دليل الامن الداخلي في الاعتقالات التي طالت كوادر الخزب في مدينة تعز وريفها ومنها منطقة قدس حيث اقدم شهادتي لاول مرة هنا ان المذكور كان دليل الحملة العسكرية التي ذهبت حينها الي قدس واسفرت عن اعتقال الشهيد انور المحرق وعبد العزيز عبد الله الدغيش واخرين وهناك تفاصيل ومعلومات بهذا الخصوص.
واعود لا بين ان من بين المستهدفين لاعتقالهم في تللك الليلة الرفيق المناضل/قائدسيف عبده المخلافي الذي كان متواجدا في منزلنا تلك الليلة مع عددمن زملائة وكان من المفترض ان يحضر الاجتماع ذلك العميل المزدوج وبدلا من حضوره الاجتماع حضر مع قوة عسكرية من الشرطة العسكرية والاستطلاع والامن وحاصروا المنزل منجميع الاتجاهات ومن فوق سطحه لغرض القبض على من داخله وبخطوة شجاعة تمكن الرفيق قائدسيف وزملائه التخلص من الحصاروالمغادرة وتم القبض على والدي الذي مات باليوم التالي تحت التعذيب على يدي محمدخميس في مقر الشرطة العسكرية بميدان الشهداء بتعز(وادعوالرفيق المناضل /قائدسيف ان يدلي بشهادته التاريخية بهذا الصدد)
لقد استمرت الاعتقالات لمايقارب الشهرين ملئت جراءها كثير من المقرات العسكرية والامنية ومنازل تابعة لها بمئات المعتقلين من اعضاء الحزب الديموقراطي الثوري اليمني كان على رأسهم الرفيق القائدالشهيد/عبد القادرسعيد رحمه الله والرفيق. م ح الحكيمي اطال الله بعمره وليس هنا مجال للتفصيل وسرد الاسماء المهم توجت تلك الاعتقالات بتشكيل محكمة عسكرية صورية100% سميت بمحكمة امن الدولة برئاسة ضابط من بيت الشامي كان يشغل منصب قائد الاستخبارات العسكرية تقريبا وعضوية ضابطين اخرين احدهماضابط امن اسمه علي يعقوب والثاني ضابط جيش اسمه قاسم منصر(من الحجرية)وكان المدعي العام فيها /محمدخميس بذاته وذلك لمحاكمة المعتقلين وكانت اول وجبة من احكامها صدور ثلاثة احكام بالاعدام نفذت بعد اعتمادها من قبل الشيخ /محمدعلي عثمان نائب رئيس المجلس الجمهوري ( ويحسب للقاضي عبد الرحمن الارياني رئيس المجلس الجمهوري موقفه بعدم الموافقة والمصادقة على تلك الاخكام)وقدنفذت تلك الاحكام بقصر صالة ضد الشهداء/ عبد الجبار عبد الحميد وانور المحرق وقائد عبدالله الدهبلي كما تضمنت تلك الوجبة من الاحكام عددمن الاحكام بالسجين مابين عشر وثلاث سنوات على عدد اخر من المعتقلين اكتفي هنا بذكر احدهم هو الشهيدالرائد/محمد عبد الله سبف ناشرالذي مات بظروف غامضةبمقر الامن الوطني بتعز في اعتقال لاحق منتصف الثمانينيات من القرن الماضي
كما توجت تلك الحملة من الاعتقالات بترحيل اكثر من مأة ممن تم اعتقالهم في تعز وفي نفس اليوم الذي تم فيه تنفيذ الاعدام على رفاقنا الثلاثة -تم ترحيلهم-الى صنعاءواودعوا في سجونهاوعلى وجه الخصوص سجن القلعة. وقد قضوا فترات متفاوتة في الاعتقال كنت انا واحد منهم قضيت سبع سنوات على نخس واحد كمايقولون
ومن الاشيا الملفتة.عندترحيلنا الى صنعاء كانت تنتظرنا على راس نقيل سمارة عدد من السيارات التي كانت تحمل ارقام هيئة سياسية خرج منها عدد من الاشخاص يلبسون اثواب وعلى رؤسهم غتر وعقالات قامو بتصويرنا. ثم عادوا ادراجهم الى صنعاء.
اكتفي هنا بماسبق وللحديث بقية وتفاصيل ووووو ربما سياتي تناولها في وقت لاحق لوبقي من العمر شيئ..