رائد المسرح المدرسي في تعز ..
المسابقة الثقافية 4
مجموعة الأعبوس ثقافات شامخة
الأستاذ عبد الواحد عبده عثمان
أحد أبرز مؤسسي التعليم الحديث ورائد المسرح المدرسي في الأعبوس ( 2 – 3)
إعداد : عارف الدوش
مدارس الأعبوس هي أول من أدخل المسرح المدرسي في الريف اليمني بشمال الوطن
" مصرع الخيانة" أول مسرحية تعرض في شمال الوطن في الأعبوس 1957م
حسين الأسمر : عبد الواحد عبده عثمان هو أول من أوجد المسرح المدرسي في الأعبوس
أول حضر الحفل المسرحي كل الأهالي في القرى الثلاث " بني علي ، الغليبة ، التبيعة "
" البخيل عاشق الذهب" أول مسرحية من تأليف الأستاذ عبد الواحد عبده عثمان
" القات هو السبب" أول مسرحية من تأليف الأستاذ عبد الحافظ محمد طاهر
الحلقة الأولى السابقة من ملف نشرة "الخير" الصادرة عن جمعية الأعبوس – فرع عدن العدد 28 عام 2008 تناولت مفتتح الملف الذي كتبه الدكتور عبد الوالى هزاع مقبل رئيس فرع الجمعية والأستاذ بكلية الزراعة جامعة عدن كما تناولت التعريف بالأستاذ وتعليمه ودوره في التعليم وفي الحلقة الثانية هذه يتواصل الحديث حول دور الأستاذ عبد الواحد عبده عثمان رائداً ومؤسساً للمسرح المدرسي في الأعبوس.
رائداً ومؤسساً للمسرح المدرسي في الأعبوس:
أستقى الأستاذ عبد الواحد عبده عثمان رحه الله فكرة الاحتفالات السنوية والمسرح المدرسي من مدرسة غيل باوزير ( حضرموت) ويرتبط ذلك بأحداث هامة، فقد حدثت ضجة وحملة صحفية في عدن في 13 مارس 1958- شعبان 1377هـ ومثار هذه الضجة والحملة الصحفية التي شغلت الرأي العام في عدن، هو ما حدث في حضرموت، فقد أقامت المدرسة المتوسطة بغيل باوزير بالسلطنة القعيطية حفلها السنوي بقيادة مديرها الأستاذ سالم باوزير، في وقت كان الوطن العربي يعيش أحداث الوحدة بين مصر وسوريا وقيام الجمهورية العربية المتحدة في فبراير 1958 ، وكانت تمثيلية " مصرع الخيانة" من بين التمثيليات التى عرضت في الحفل، وأتقن الطلاب أداءها، كما تحدثت عنها صحف عدن.
وتمثيلية " مصرع الخيانة" عُكست فيها الأعمال التي يقوم بها الخونة ثم مصرعهم على أيدي شعوبهم، وحازت هذه التمثيلية على إعجاب جماهير الشعب في حضرموت، ولكنها في نفس الوقت أغضبت الحكام الطغاة، وعلى رأسهم ممثل الاستعمار البريطاني في حضرموت" المستشار المقيم" والذي غادر الحفل غاضباً ، وبعد ليلة الحفل أصبح الشعب كله في حضرموت متحمس لنجاح الاحتفالات ، ومقدراً جهود المدرسين وعلى رأسهم مدير مدرسة غيل باوزير الأستاذ سالم باوزير، وكان الشعب أنذاك يعيش تحت التأثير الفعال الذي عبرت عنه فكرة هذه التمثيلية وغيرها .
وقد قررت السلطات عزل الأستاذ سالم باوزير من إدارة المدرسة، ونتيجة لذلك قامت المظاهرات الطلابية في أنحاء حضرموت تأييداً لمدير المدرسة وللطلاب والمدرسين في المدرسة، فكان الرد عنيفاً من قبل السلطات مرة أخرى حيث قررت إغلاق المدرسة وعزل المدرسين الذين تضامنوا مع مديرهم، ورفض الطلاب وابائهم العودة الى المدرسة إلا بعودة المدير والمدرسين، فرفضت السلطات مطالب هؤلاء الطلاب وأغلقت المدرسة، وقد قامت صحف عدن بحملة " كبيرة وشرسة" ضد تعسف السلطات بحضرموت ومحاولتها منع الشعب من التعبير عن أرائه وشعوره تجاه ما يدور في العالم العربي وتمجيده لكل عمل وطني وتنديده بالخيانة وأصحابها.
ويقول الأستاذ عبد الواحد عبده عثمان صاحب الفكرة الأولى للمسرح في الأعبوس " كنت في عدن عند ذاك وتتبعت ما تنشره صحف عدن حول هذه القضية، وعندما التحقت مدرساً في مدرسة " البعث" والتي بنيت في قرية بني علي أعبوس، والتي افتتحت في أواخر عام 1956 فأخذت فكرة الاحتفالات السنوية من مدرسة غيل باوزير وقررت تنفيذها في مدرستنا " البعث". وعندما وصلت الى المدرسة وفي عقلي تنفيذ هذه الفكرة وإقامة حفل سنوي، وبعزم وتصميم عملت على إبراز هذه الفكرة الى عمل ملموس وبعد محاولات في السنة الأولى 1377هـ إلا أن فكرتي لم ترى النور بسبب التوقعات غير المحمودة التي كان يتوقعها الأستاذ الفاضل عبد الحافظ".
ويضيف الأستاذ عبد الواحد أن فكرته بدأت ترى النور في الشهر الأول من السنة الثانية في محرم 1378هـ حيث قام مع طلابه بأعداد حفلاً كان الأول من نوعه، ورغم المخاوف من عدم تجاوب المواطنين وفشل الاحتفال ، إلا أن النتائج جاءت مشجعة، بعد أن زاد التفاف المواطنين حول المدرسة بعد الاحتفال بشكل كبير.
ويقول الأستاذ عبد الواحد " إن الحفل كان ناجحاً 100% ومن حيث التفاف المواطنين حول المدرسة فقد زاد بشكل كبير بعد الاحتفال ، حيث تمثل هذا بالدفع بعشرات من الأطفال للتعليم وهذا هو الغرض والغاية من إقامة هذا الاحتفال" .
وبعد انتهاء الحفل والتماس مردوداته الإيجابية الضخمة التي تحققت ، كتب الأستاذ عبد الواحد عبده عثمان في إحدى الصحف التي كانت تصدر في عدن وبلهجة تدل على الاغتباط والفرحة في تحقيق طموح ظل يراوده ما يلي :
" نُفذ الحفل في قرية بني علي " أحدى القرى اليمنية الصغيرة في قضاء الحجرية- لواء تعز والفكرة من حضرموت البلدة اليمنية أيضاً، تحية أرسلها على هذه الصحيفة للأستاذ سالم باوزير، لقد حاولت كثيراً أن أسجل هذه الحقيقة من قبل فلم اتمكن . والحمد لله، فها هي قد تمكنت منها وفي يدي أسجل هذه الحقيقة"
وكانت تجربة ناجحة أظهرت المدرسة الوليدة بمظهرها اللائق وتلقت دعماً وعطفاً كبيرين من الأهالي إذ حضر الحفل كل الأهالي الموجودين تقريباً في القرى الثلاث " بني علي ، الغليبة ، التبيعة " وقدم طلبة المدرسة برنامجاً حافلاً أشتمل على إلقاء الخطب والقصائد والأناشيد والتمثيليات الاجتماعية ومن بين هذه التمثيليات التمثيلية المشهورة ( البخيل عاشق الذهب ) من إعداد وإخراج الأستاذ عبد الواحد عبده عثمان ، حيث أبدع الطلبة في أداء أدوارهم في تمثيلها ونالوا بذلك إعجاب الحاضرين وتقديرهم وأكسبوا المدرسة تقديراً كبير، والتمثيلية الثانية أعدها الأستاذ عبد الحافظ محمد طاهر- مدير المدرسة وهي بعنوان( القات هو السبب)، وأصبح التمثيل المسرحي تقليداً راسخاً يقام كل عام فتوالت الاحتفالات السنوية وقدمت فيها المسرحيات المختلفة التي نالت إعجاب الناس .
ثم تلتها مدارس الأعبوس التي تأسست بعد ذلك واستفادت ن هذه التجربة وأسست تجاربها الخاصة فيما بعد. ومن هنا فقد كانت مدارس الأعبوس هي أول من أدخل المسرح المدرسي في الريف اليمني – شمالاً أنذاك – وبهذا يكون الأستاذ عبد الواحد عبده عثمان هو رائد تأسيس المسرح المدرسي بحق.
ويعترف الأستاذ حسين الأسمر الكاتب المسرحي الفلسطيني للأستاذ عبد الواحد بذلك، حيث أورد في مقال له في مجلة " اليمن الجديد" بعنوان " بدايات المشرح في شمال الوطن"- العدد الثالث : السنة العاشرة – سبتمبر 1982 ما يلي :
" أن عبد الواحد عبده عثمان كان له النصيب الأوفر في الإعداد والإخراج وهو يعتبر رائد هذه الظاهرة المسرحية المدرسية وصاحب الفكرة الأولى في إنشاء المسرح المدرسي في الأعبوس. كما أورد الكاتب في كتاب له بعنوان" المسرح اليمني .. تجربة وطموح" صفحة "56" صدر عام 1991 " يعتبر عبد الواحد عبده عثمان هو أول من أوجد المسرح المدرسي في الأعبوس في نفس العام الذي ألتحق فيه بمدرسة البعث الأهلية ( الحرية حاليا).(1)
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نشرة "الخير" الصادرة عن جمعية الأعبوس – فرع عدن – العدد 28 عام 2008 الصفحات 7- 8
يتبع الحلقلة الثالثة : علاقته بالمجتمع المحلي ومناهضه للظلم وبعض كتاباته
ــــــــــــــــــــــــــــ