المناضلة الرفيقة / امينة محمد قاسم

توفت يوم أمس الرفيقة المناضلة / أمينة محمد قاسم ؛ زوجة الرفيق فيصل العبسي ورفيقته في النضال والسجن السياسي ؛ في اواسط ثمانينيات القرن الفارط (1975م) .. خالص العزاء والمواساة للرفيق فيصل ولانجالهما ورفاقهما. فيما يلي إعادة نشر لتجربة سجنهما ، كتبها الرفيق فيصل: ◾: الأهداء: - - - - - - - إلى مناضلي حزبنا ، الحزب الأشتراكي اليمني ، وكل مناضلي الحركه الوطنيه والديمقراطيه اليمنية ، الذين أمتشقوا راية النضال عبر المراحل التاريخيه ضد كل أشكال القهر السياسي والأقتصادي والأجتماعي ، أجترحوا الماثر البطوليه في شتي الميادين وضحوا بأرواحهم من أجل قضية وطن وليس لتحقيق مصالح أنانية ضيقة . فمنهم من سقط شهيدا دفاعا عن الثورة والجمهورية ، ومنهم من سقط شهيدا في ميدان أستعادة وهج الثوره وألقها بعد أنقلاب 5 نوفمبر 1967م ، ومنهم من أستشهد تحت التعذيب الجسدي في أقبية سجون نظام صنعأ ، ومنهم من أغتيل وأستشهد دفاعا عن الوحدة اليمنية بآفاقها الوطنية والديمقراطية ، والي كل من لا زال يناضل من أجل حرية الوطن وتقدمه الأجتماعي والأقتصادي والسياسي وصولا الي بناء الدولة المدنية الحديثة . رساله الي الجيل الجديد من مناضلي حزبنا ممن هيأت لهم الوحدة والديمقراطية الألتحاق في صفوفه دون أن يتعرضوا ويعانوا ما تعرض له الرعيل الأول من مناضلي حزبنا والحركه الوطنية والديمقراطية اليمنية . لنناضل تحت شعار لست الأنأ( الذات ) لست الأسرة ، لست العشيرة ، لست القبيلة ،لست الأطار الجغرافي الذي ولدت وترعرعت فيه ، بقدر ما أختزل الوطن في ذاتي أولآ ، وتاليآ كوزموبلتاني النزعة . عدن بتاريخ 29 يونيو 2018 م. ◾: تجربتي مع السجن وفي السجن العام 1975م. - - - - - - - - - - - - - - - - فيصل محمد عبده ناشر العبسي. في البدء أتوجه بالشكر والتقدير للرفيق فوزي العريقي الذي فتح لنا نافذة مغلقة ، لكنها ليست منسية ، لأنها تعتبر جزئيه من التاريخ النضالي الطويل لأعضاء حزبنا الحزب الديمقراطي الثوري اليمني سابقا الحزب الأشتراكي اليوم . بمنشوره على الفيس بشكل مقتضب عن الرفيق المناضل المرحوم عبدالحفيظ على جازم ، ومعاناته في السجن علي الرغم من أنه أستقى معلوماته من بعض الرفاق ولم يكن واحدا ممن عاش تلك التجربة. لم يدر في ذهني في يوم ما الكتابة عن تجربتي في العمل السياسي والحزبي، أو عن تجربتي مع السجن وفي السجن التي تعرضت فيها للأعتقال مع مجموعه من الرفاق في سجن الأستطلاع الحربي . كان سبب ذلك محاولتي الإبتعاد عن دائرة الضوء كأنسان يحمل هم وطن والتضحية من أجله، وليس بهدف الوصول لتحقيق الذات في الحصول على منافع شخصيه أو الوصول الى المراكز القيادية العليا في الحزب أوالدولة هذا من جانب ، ومن جانب أخر أحساسي بأن هناك الكثير من الرفاق من مناضلي حزبنا ممن تعرضوا لأبشع وأسوأ أشكال التعذيب الجسدي والنفسي داخل أقبية سجون نظام صنعآء ، حينها لم يكتبوا أويكتب عنهم وعن تجربتهم مع السجن وفيه. الا أن الموضوع المنشور على الفيس تم نشره على الوتس في موقع تاريخ الإرشاد ظبي أعبوس .الذي قوبل ببعض التعليقات والأستفسارات ، بل والخلط أحيانا بين فيصل - أنأ- والرفيق فيصل حسن مدير المدرسة.وبين الرفيقه أمينه محمد قاسم ( زوجتي) ، والرفيقه المرحومه أمينه رشيد ، زوجة الرفيق منصور الحاج ، بالأضافه الي جهد الرفيق عبد الجليل عبده عثمان الأكحلي لتصحيح بعض المعلومات في منشور الرفيق فوزي ، ولم يكن موفقا فيها. وأستجابة لمقترح الرفيق عمر طارش بضرورة وأهمية توثيق تجارب الرفاق في السجون مع جلاديهم ، بل وأضيف أن يشمل التجربه النضالية لأعضاء حزبنا ، بالأستناد الي التجربه الشخصيه سلبا وأيجابا لأن تجربتنا النضالية لم تعد ملكا شخصيا ، بل ملك الرأي العام . سأحاول تناول هذه التجربة بشكل واقعي قدر الأمكان، وأظهار نقاط الضعف والتناقضات التي وقعت فيها خلال سير التحقيقات ، مع أبراز ما حدث معنا في المعتقل في حدود معرفتي. ◾: - خلفية أعتقالي . - - - -- - - - - - - - - - - جاء إعتقالي على خلفية مداهمة منزل خلف شارع الزراعه غربا ، كان يقطنه الرفاق حسين الشيباني أخ الرفيق عضو لجنة المحافظة ، محمد سالم الشيباني ، والرفيق ذياب الجرادي، وأخرون. وكنت قد نزلت الي هذا المنزل لحضور الأجتماعات الحزبيه كمراقب حزبي لتقييم سير ونشاط وأداء المنظمة الحزبية. وكان قد تم أعتقال الرفيقين حسين وذياب عند مداهمة المنزل ، وهي البداية التي دشنت سلسله من الإعتقالات طالت أكثر من وضع حزبي نتيجة الأعترافات التي أنتزعها الجلادون من المعتقلين. على أثر ذلك تم أعتقال الرفيق محمد سالم الشيباني ، والذي لم يمكث في المعتقل كثيرا حيث تم أطلاق سراحه بعد أيام قليله من أعتقاله. ويبدو أن أطلاق سراحه بهذه السرعه كان الهدف منه أن يستخدم مصيده للأخرين .وفور أطلاق سراحه أرسل تقريرآ للرفيق الشهيد المناضل عبدالوارث عبد الكريم ، عضو المكتب السياسي ، المسئول عن قيادة المثلث حينها. أستلمته ممن أوصله وسلمته مباشرة للرفيق عبد الوارث. هذا التقرير تضمن أحتمالات تعرض بعض الرفاق للأعتقال ،حيث كان قد تم أعتقال الرفيق محمد علي جازم أخ الرفيق المرحوم عبد الحفيظ عضو اللجنة المركزية المرشح حينها ، بعدها تم أعتقالي من مقر عملي في البنك المركزي اليمني من قبل مدير الأستطلاع ونائبه وثله من المرافقين لهم ،تم أقتيادي الي مقر الأستطلاع الحربي الكائن في البونيه ، وتم وضعي منفردا في غرفه بالدور الثالث وسيعه - ديوان- . ◾: - الثلاثة الأيام الأولي من الأعتقال. - - - - - - - - - - - - - - - - كانت هي الأصعب والتي خلال اليوم الأول منها وصلت الي أسوأ حالتي النفسيه ليس خوفا مما سأواجهه في هذا اليوم ، بقدر ماكان خوفي الأكبر لو أنهم توجهو في الحال لتفتيش المنزل لكانت الكارثة فعلا .لكن يبدو أن الحظ حالفني كثيرآب من حيث الفتره الزمنيه بين إعتقالي وتفتيش المنزل ، سمحت لرفيقتي وشريكة حياتي نقل الأت الطباعه والسحب - الأستنسل- منها الي منزل الرفيق علي أسعد جازم ، الملاصق لمنزلنا والبعض الآخر لمنزل الرفيق المرحوم فاروق أحمد أمين ،حيث كان المنزل يمثل المقر الذي منه تصدر المنشورات ، والبيانات الحزبية ، والنشرة الشهرية للحزب التي كان يعد معظم موادها الرفاق عبدالوارث عبد الكريم الأفتتاحية ، وبعض التحليلات السياسية ، بينما كان يتناول عبدالله علي الكميم الجانب التاريخي ، ويتناول الدكتور محمد قاسم الثور الجانب الأجتماعي والصحي ، ويتناول مرشد أحمد قائد ، الجانب الأقتصادي ، بينما يتناول محمد سالم الشيباني ، الجانب الأدبي الي جانب الأخبار السياسيه وتطورات الأوضاع السياسيه على الساحة. كما أن هذا الحظ حالفني بما هو أهم من ذلك بحيث سمح للرفيق الشهيد عبدالوارث عبد الكريم الأنسحاب من المنزل الي المزرعه المجاوره له، وعندما تأكد من أعتقالي أنتقل الي مكان أخر ، كما سمح للرفيقه امينه محمد قاسم ،بحفر حفرة واحراق الوثائق التي كانت في المنزل وفي حدود الساعه التاسعة مساءا أقبل أليَّ حوالي ثمانيه من الجلادين يتقدمهم المدير محمد جبران ونائبه عبده ناجي ، ومعهم داخل طراحه كل ما وقع في أيدهم أثناء التفتيش ( كتب ، كراسات مدرسية ، قصاصات ، صور ، عقد الزواج ، شهادة ورسالة الماجستير في الأقتصاد السياسي الخاصة بالرفيق مرشد أحمد قائد ) وقبل بدء التحقيق تم التمهيد بأعطائي العلقه الأولى الإفتتاحيه بعدما خلصوا ، كُلف أحد الضباط بالسهر معي حتي الصباح ،وكان ضابطا لطيفا في التعامل الي حد أحسست بأنه رفيق ،طلب مني أن أكتب نبذة عن تاريخ حياتي منذ الطفولة ، فكتبت عن مراحل حياتي ، وعندما كنت أتوقف أطلب منه أن يرشدني الي ما أضيف أو أقول فكان يرد عليا أكتب الذي تريده ، في هذه الأثناء ، وعند منتصف الليل سمعت جلبة وأصوات من الدور الأسفل مخيفة ومزعجة في آن واحد . أختلط فيها صوت السياط والجلاد والضحية ،أستمر معي ذلك في اليومين التاليين ، وعلمنا فيما بعد أن كل ذلك التعذيب يجري للرفيق محمد علي ، أحد ضباط الشرطة العسكرية من حزب الطليعة الشعبية.في اليوم الثاني بدأ التحقيق علي ضوء ماكتبته من نبذة عن تاريخ حياتي ، والتي لم أشر فيها الي انتمائي للحزب الديمقراطي الثوري اليمني ، فتم مواجهتي بأحد الرفاق الذي أكد بأنني كنت انزل للأوضاع بصفتي مراقب حزبي ، ومن غبائي أنني ظليت مصرا على أنه تم أستقطابي ، لكن ماليش ميول في الإنتماء ، ولم أحضر سوى لقائين حزبيين معهم ، من هذه المتناقضات تم التركيز بشكل أكبر عليَّ ، بالأضافة الى ماوجدوه أثناء التفتيش في كراسة مدرسية ، والتي كان بها بعض ملخصات لكتب بخط الرفيقه أمينه ، والتي بررتها بأن املائها ضعيف وأملي لها من هذه الكتيبات لتقوية الخط وتحسين الأملاء ، وأنكرت أي صلة لها في العمل الحزبي .وبين الحين والأخر خلال هذه الثلاثة الأيام كان يحضر التحقيقات ضابط أردني برتبه عسكرية كبيرة ، وكنت كلما حاولت الهروب من تهمة الأنتماء ، تواجهني المزيد من أعترافات الرفاق. ◾: - النقل من مقر الأستطلاع الحربي في البونيه. - - - - - - - - - - - - - - - - - - - في اليوم الرابع من أعتقالي ، تم أستدعائي للخروج من الغرفة وكانت في أنتظاري سيارتين سيارة المدير محمد جبران ، والأخري التي نقلتني تحت الحراسة ، حيث تم عصب عيني ، وأذا بالسيارتين تخترقان المدينه جنوبا بأتجاه الصافية الجنوبية ، وأذا بي أجد نفسي داخل فيلا من دور واحد ، وكان واضحا بأنني أول ضيف ينزل فيها. هنا أحسست بالخوف مرة أخرى من المجهول ، لكن سرعان ما تلاشي ذلك الخوف ، بعد أن توافد الرفاق لإيناس وحدتي. شاركني الغرفه الرفاق- علي عياش ، عبدالجليل عبده عثمان الأكحلي، طه علي طاهر ،درهم سعيد الكبير ، أن لم تخني الذاكرة. في مقر أقامتي الجديدة أشتدت ضراوة وهمجية التعذيب ، الجسدي والنفسي والتي أتخذت أشكال ومسارات مختلفة ، حيث كان يتم أحضار شريكة حياتي الرفيقه أمينه محمد قاسم ، مع والدها الي غرفة التحقيق اكثر من مرة والقيام بتعذيبي بمختلف الوسائل أمامها ، بهدف أذلالها لتقديم أية أعترافات منها ، أوالحصول على المزيد من المعلومات مني ، وتركزت التحقيقات حول علاقتها بالعمل الحزبي ، ولمعرفة مَنْ من الرفاق يتردد على منزلنا ،وللحقيقة رغم ماجري لها من تعذيب جسدي ونفسي ، كانت أكثر ثباتا وصلابة منا جميعآ. فعندما وجه لها محمد جبران سؤالآ عمن يأتي ويتردد علي زوجك للمقيل ،كان ردها بسرعة وبداهة ،حيث ردت على السؤال بسؤال ، مخاطبة محمد جبران : أنت عندما يأتوا ضيوف الي بيتك، هل تسمح لزوجتك بمقابلتهم والجلوس معهم؟ رد عليها بأنفعال لا ! ، فقالت له أيضا أنا أمرأة مثلها ، أحسست بأن الأجابه أصابتهم بحالة ذهول. في هذه المرحلة من التعذيب الجسدي والنفسي يوميا صباحا ومساء ،بدوت متعبا ومنهارا فقدمت أعترافاتي في حدود علاقاتي التنظيمية المباشرة فقط ، رغم علاقاتي الغير مباشرة بالصف القيادي الأول للمنظمة وعدد من القيادات الوسطيه ممن كنت أقودهم الى المنزل أو يترددوا عليه للقآء والأجتماع مع الرفيق الشهيد عبدالوارث عبد الكريم ، عضو المكتب السياسي ، حيث كان يقود نشاط المنظمة من منزلي . الشيئ الأيجابي الآخر هو عدم الأعتراف بالخليه التي كنت مسئولا قياديا عنها ، لأنها كانت تضم ضمن آخرين ، ما كنت أعتبره كنز الحزب وهم الرفيق المناضل الشهيد عبدالله نجاد والرفيق صالح البهلولي ، الذي تم أستقطابه في السجن الحربي ، من قبل الرفيق أبوبكر عبد الحق ، كما أخبرني. في هذا الأثناء تم أعتقال الرفيق المناضل المرحوم عبد الحفيظ علي جازم ، وفور أيصاله الي غرفة منفردة في المبني ، أخذت مباشرة من قبلهم لمواجهته وتلقينا معا الوجبة الأولي بالنسبه له، ولم، تكن الأخيرة بالنسبة لي ، الا بعد أن أعترفت بمسؤولي المباشر الرفيق المناضل عبد العليم عبدالرب الفقيه ، فبعد أعتقال الرفيق المرحوم عبدالحفيظ بيومين تم أعتقال الرفيق عبد الله علي الكميم عضو المكتب السياسي حينها ،حسب علمي . وللأمانة كان الرفيق الكميم شخصية قوية ، وندآ في مواجهة جلاديه ، ولم يبلغ الي مسامعنا بأنه تعرض للتعذيب الذي تعرضنا له. وفي غضون اليومين ، اوالثلاثة أيام من أعتقال الرفيق الكميم ، جاء مسرعا الي غرفتنا نائب المدير عبده ناجي ، يبلغنا خبر هام ( إختطاف الأمين العام للحزب ، سلطان أحمد عمر ، من الطائرة المتجهة الي بيروت ، حيث كان سيعقد مؤتمرآ صحفيآ )وطلب منا رفاق الغرفة ، الوقوف أمام النافذة المواجهة للبوابه لأنتظار دخوله ،كان الرفاق معي في الغرفة في حالة ذهول من وقع الخبر ، بينما كنت طبيعيا وواثقا من ان الخبر كاذبآ لأستحالة تنفيذ مثل هذه العملية ، وبينما كنا ننظر من النافذة وأذا بسيارة فلكسواجن سماوية اللون تتقدم وتعبر البوابه فقلت للرفاق بأن الوافد الجديد هو الرفيق أمين أحمد قاسم. في اليوم الثالث من أعتقال الرفيق أمين أتى نائب المدير الي غرفتنا ووجه إليَّ سؤالآ مباشرآ : هل تعرف عبدالوارث عبدالكريم؟ رغم أحساسي بالخوف من وقع السؤال عليَّ ، الأ أنني تماسكت فرديت بالسلب ، بعدها تم نقلنا رفاق الغرفة الي القلعة ( السجن الحربي) وكان في أستقبالنا هناك ثله من الرفاق المسجونين ، وفي مقدمتهم الرفيق المناضل عبدالباري أحمد عمر ، حيث طلبوا منا أن يخترع كل واحد منا سببا لدخوله السجن غير الأنتماء الحزبي. ، وضلينا تحت رعايتهم الي أن أطلق سراحنا. ◾: أيضاحات ختاميه .- - - - - - - - - - - - - - - - -- - - 1- كان واضحا من التجربة أن أجهزة الأستخبارات لم تكن على درجه عالية من الذكاء والدقة ، حيث كانت تعتمد كلية على عامل الصدفة ، ومن ثم الأعترافات التي تنتزعها من المعتقلين تحت التعذيب .وفي نفس الوقت نجد أن العاملين في هذه الأجهزه بدءآ من المدير وأنتهاءً بأصغر جندي ليسوا على توافق وأنسجام مع بعضهمه ، هناك من يعتبر وجوده ليس سوى أداء وظيفة الزامية ، وهناك من يؤدي واجبه بكل حقاره وقناعه بما يقوم به في التعامل مع المعتقلين ، وهناك من يعمل ليثبت لمرؤسيه بأنه الأجدر من غيره في العمل ، هادفا الترقي الى مسئؤليات أعلى ، وهذا ماكان واضحا في الصراع بين فريقي كلا من المدير ونائبه . 2- من خلال تجربتي الشخصية كان واضحآ أنني وقعت في سلسلة من التناقضات أثناء التحقيقات معي ، الأمر الذي أدى الى تكثيف وتنويع أشكال واساليب التعذيب النفسي والجسدي ، على مدى ثمانيه عشر يومآ متواصلة ،وبمراجعة نقدية اليوم أجد أن أحد أهم الأسباب يرجع الي ضعف ثقافة كيفية التعامل مع جلاديك ، عند وقوعك في الاعتقال ،وهذه النقطه المهمة التي جرى أغفالها من قبل قيادة الحزب ، بأستثناء دراسة واحدة نزلت على الأوضاع الحزبيه بعد ذلك. وكان من السهولة أعداد مثل هذه الدراسات بالأستفادة من تجارب الرفاق ، ممن كان قد تم أعتقالهم في مراحل مختلة كما كان ينبغي أن يكون هناك تدريب عملي بين الحين والأخر حول أساليب التحقيقات المتبعة ، وأشكال التعذيب المستخدمة. 3- أشكال التعذيب : المستخدم هو التعذيب الجسدي ، ويتمثل في أستخدام اللطم اللكم ، الرفس بالأرجل،الضرب بكل مايتوفر في الغرفة من عصي ، أدوات حديدية ، اسلاك كهربائية مطوية، إستخدام أعواد الكبريت لأحراق أطراف الأصابع ، الصعق الكهربائي . التعذيب النفسي ويتمثل في الحرمان من النوم لفترات طويله ، الوقوف علي القدمين ، محاولة ألأجبار على خلع الملابس والتعري ، كما حصل معي ومع الرفيق المناضل المرحوم عبدالحفيظ علي جازم ، حيث حاولوا أجبارنا على خلع ملابسنا وممارسة اللواط مع بعض (وهذا مالم يتم بلا شك ) ، نقل أخبار من الخارج عن عائلتك ، كالإدعاء أن زوجتك رفعت دعوي طلب الطلاق ، أو أن زوجتك تخونك ، حيث وجدناها طلعت مع واحد غريب وماشابه. 4- كما أسلفت بأن الرفيق محمد سالم الشيباني بعد أعتقاله وأطلاق سراحه تم الأستمرار في متابعته وملاحقته مرة أخرى ، ومحاولة أعتقاله ألا أنه تمكن من الأفلات من قبضتهم . وأمام أستمرار الأعتقالات وتوسعها حزم حقائبه وقرر التوجه الي منزل الرئيس الحمدي في حده وطلب مقابلته ،وشكلت هذه المغامرة بداية أنفراجة سياسية مع نظام حركة 13 يونيو ،وبداية للتواصل بين الحزب والرئيس الحمدي . هذا القرار أو المغامرة التي أقدم عليها الرفيق الشيباني ،هل كانت قرارا فرديا ، أم بتوجيهات قياديه عليا ؟ هذا ماليس لدينا به علما. وكلما يمكنني قوله بهذا الصدد أن هذه المغامرة أو المبادرة كانت من نتيجتها أطلاق سراحنا جميعآ. في هذه الأثناء وصل الي صنعاء الرفيق عبد الحميد حنيبر ، عضو المكتب السياسي للحزب حينها ، بتكليف من الأمانه العامة للحزب ، لتوسيع أفاق الحوار مع الحمدي شخصيآ ، والذي كان أختياره لوجود علاقه شخصية سابقة بينه والحمدي. هذا ما أكده لي الرفيق حنيبر عندما التقيته في منزل أخيه في باب شعوب. 5- أعتقال الرفيقه أمينه محمد قاسم ، وتعرضها للتعذيب النفسي والجسدي بما في ذلك الصعق الكهربائي لأكثر من مرة ، كان له ردود أفعال قوية ،في البدء تصدرها أخوها الرفيق طاهر محمد قاسم ، ومعه بعض الرفاق من منظمة صنعاء ، بحيث تحولت قضيتها الي قضية رأي عام ، من منظور المس بالشرف والكرامة ، فتم التحرك من خلال التواصل مع بعض التجار كالمناضل الوطني عبد القوي عثمان ، وعبد الحق سعيد ، وغيرهم ، ومنها توسعت الحركه الي تعز ومركز المنطقة حيفان ، حيث بدأت تتوالي برقيات الأحتجاج المنددة بما تعرضت له داخل سجون أجهزة أستخبارات النظام ، وكذا التواصل المباشر مع رئيس الوزراء حينها ، عبدالعزيز عبد الغني. ،وقد لعب الشيخ علي عبد الجليل ، رحمة الله عليه ، دورا بارزا وكبيرا ، لم يكتفي بتحريك القضيه عن بعد، بل توجه الي صنعأء للمتابعة ،وبناء علي تلك التحركات ، تم أخذ الرفيقه أمينه الي منزل رئيس الوزراء ، وعرضها على زوجته ، لمشاهدة بشاعة التعذيب الجسدي الذي تعرضت له ،وليس الى منزل الحمدي كما تفضل الرفيق عبد الجليل في التعقيب على منشور الرفيق فوزي العريقي. 6- في اليوم الثاني من أطلاق سراحنا وفي تمام الخامسه صباحآ سمعت طرقآ على باب المنزل ، وعندما فتحته وجدت أن الطارق هو الرفيق المناضل الشهيد عبد الله نجاد ، أتي لأخذ التقرير الأولي الذي أعددته علي عجل وناولته أياه ، بعدها تم تكليف الرفيق يحي ياسين محمد ، لأستكمال الكثير من التفاصيل ، عما جرى معي في المعتقل ، فألتقينا في منزل الرفيق عبد الحليم ياسين ، الكائن خلف نادي الضباط.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفقيد المناضل / فهد عبدالعزيز احمد السماوي

الحزب الاشتراكي اليمني.. التأسيس والنشأة

الفقيد المناضل / عبدالحميد احمد عبد الجنيد

الفقيد المناضل / عبدالخالق احمد الصيادي

المناضل الشهيد جار الله عمر

الحاج عبدالقوي عثمان وقصته مع محمد خميس رئيس جهاز الأمن الوطني

عبدالحميد الشعبي

احمد عبده ناشر العريقي.. الداعم الأول والأكبر للأحرار والثوار في اليمن

الشهيد المناضل / محمد مهيوب الوحش .. مرعب الاعداء والملكيين

المناضل : محمد ناصر العنسي ( امين)